الخميس  28 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحالم شوكت علان/ بقلم :وداد البرغوثي

2018-03-26 02:57:31 PM
الحالم شوكت علان/ بقلم :وداد البرغوثي
وداد البرغوثي (ارشيفية)

لو كان الطفل الحالم شوكت علان يتخيل أن قريته عينبوس، جنوبي نابلس، ستكون بعد عشرة أعوام عرضة لاقتحامات المستوطنين والجنود، أياما متتالية، ولو كان له أن يتخيل ابن قريته وربما ابن عائلته الأسير محمد علان مضربا عن الطعام لعشرات الأيام على التوالي احتجاجا على أسره الإداري، ولو كان يتوقع أن طفلات من قريته  أو قرية مجاورة لم ينمن الليل وهن يفكرن برحلة مدرسية في الغد، بينما لا يتاح لهن الفرح بسبب هجوم وحشي على باص الرحلة من قبل قطيع مستوطنين، فتتحول فرحة الطفلات إلى رعب ودموع  وصراخ، لو كان له أن يتوقع  كل ذلك لما تورط في حلم أصبح يراه الآن مستحيلا. كان على الذين ورطوه في الحلم أن يتركوا له مساحة للأمل. فلأنهم أمَلوه بحلم كبير جاء الإحساس بخيبة الأمل كبيرا .

فما الذي كتبه شوكت الطفل في 2008 وماذا كتب شوكت الطبيب الذي يعد لتخرجه عما قريب من جامعة القدس معقبا في 2018:

كتب كلاما جميلا عن الحرية والأمن والأمان، كتب كلاما منمقا عن الحدائق، وعن سير في الشوارع  بلا حواجز أو عوائق، فهو فرح "لأننا أصبحنا قادرين على زيارة بيت المقدس في سياراتن دون أن يمنعنا حاجز الاحتلال" وأن فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ستستقبل في صيف 2018 "رؤساء ال 21 دولة عربية"

أما ما كتبه في 2018 "كتبنا عن تخيلاتنا وتوقعاتنا خلال العشر سنوات القادمة إذا ما تم تحقيق استقلال  دولة فلسطين في عام 2008

بعد عشر سنوات على الصعيد الشخصي لقد حققت أحد أهم طموحاتي واني أصبحت طبيبا

على الصعيد العام وما كتبنا عنه أصبح من المستحيل في أن يحدث، كل شيء كان معاكسا وسلبيا

الطموحات، الأحلام، الفرص المتاحة لنا، كل شيء كان في المسار الضائع ولَم أعد أتوقع إلا الأسوأ لما سيأتي بعد 10 سنوات من الآن.ليس تشاؤما بل إدراكا للحقيقة"

في أسوأ الكوابيس أصبحنا نرى ونقرأ عن زعماء عرب وخليجيين يقيمون علاقات تطبيعية مع دولة الاحتلال.

هناك ملاحظة وهي أن الأطفال الذين شاركوا في مسابقة "تخيل فلسطين 2018" لم يحصلوا على نسخة من الكتاب الذي كتبوه مجتمعين.وأغلب من تواصلت معهم إما سألوني عن اسم الكتاب أو طلبوا صورة عما كتبوه هم أو طلبوا مني نسخة من الكتاب.