الحدث - سجود عاصي
الحملة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية بالتهويد والمصادرة وإقامة المستوطنات عليها، بدأت على يد جماعات يهودية تعرف باسم "اليشوف"، فإسرائيل قبل إعلان قيامها، كانت تدعم هذه العصابات من أجل شراء الأراضي وطرد الفلسطينيين لإقامة المستوطنات عليها.
واليشوف، كلمة عبرية تعني التوطن أو السكن، وهي تشير إلى الجماعات اليهودية التي استوطنت في الأراضي الفلسطينية.
وكانت تعيش هذه الجماعات على الصدقات التي ترسل إليهم من اليهود في الخارج، ويذكر أن اليشوف مع الوقت تحولت أهدافهم الدينية إلى سياسية؛ وتحول مفهومها حتى أصبح يشير إلى التجمع الاستيطاني اليهودي الصهيوني ما بين عامي 1882 – 1948.
واليشوف قديما تختلف عن اليشوف الجديدة، فالأولى تشير إلى الجماعات اليهودية الدينية التي كانت تسكن الأراضي الفلسطينية، وتزايدت أعدادهم بعد انتشار الهجرة اليهودية إلى فلسطين حتى أصبح يطلق عليها اسم اليشوف الجديدة، والتي تدل على الجماعات اليهودية التي ساهمت في في الممارسات الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية.
وأعضاء اليشوف الجديدة، هم جماعة تهدف إلى إقامة "الوطن اليهودي"، وركزوا جهودهم على تأسيس بنية اقتصادية وسياسية وحضارية في إطار مفاهيم انعزالية تفصلهم عن العرب.
وتوصف على أنها فترة النشاط الصهيوني الاستيطاني قبل قيام ما يعرف بالدولة عام 1948، ولم يعد يستخدم هذا المصطلح، إلا للإشارة إلى تلك الحقبة الزمنية.
ومن أبرز القرى الفلسطينية التي طرد منها الفلسطينيون بفعل عصابات اليشوف، قريتي إقرت و البصة الواقعة قضاء عكا، وقريتي تربيخا وسروح شرق عكا، وقرية كفر برعم وكفر عنان والمنصورة.
ووصلت ذروة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية عام 1976، حيث استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي على نحو 12 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث، حينها أعلن الفلسطينيون عن الإضراب العام في هذه المناطق، الأمر الذي اعتبره الاحتلال الإسرائيلي تحديا له، واندلعت مواجهات أدت إلى استشهاد ستة فلسطينيين برصاص الشرطة والجيش الإسرائيلي.
وعملت إسرائيل على تحويل ملكية الأراضي التي كانت تديرها السلطات الأردنية وتسجيلها على أنها "أراضي دولة".
وبين عامي 1979 و 2002، سيطرت إسرائيل على 900 دونم من أراضي الضفة الغربية، وبذلك أصبحت 85% من مساحة فلسطين التاريخية بيد الاحتلال، مقابل 15 فقط للفلسطينيين، من إجمالي المساحة البالغة 27 ألف كم2.