الحدث - سجود عاصي
ربما لم يتسنى لها البحث عن دفترها، وربما لم تفكر فيه حتى، حينما تركته و"هربت" من الموت إلى الموت.
على رفوف مدرسة أبو طعيمة بالمنطقة الجنوبية بعبسان، تفرقت أشلاء دفاتر الطلبة المدرسية، بعد هدم مدارسهم في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014.
ويوم أمس الأربعاء، عقد مفوض الأمم المتحدة في قطاع غزة، بيير كيرنابول مؤتمرا صحفيا لتكريم ابنة الثلاثة عشر عاما، رؤى قديح، بميدالية برونزية مقدمة من بابا الفاتيكان، الذي أثنى على دفتر يخصها وجد عن طريق الصدفة عند زيارة وفد من المنظمة الدولية إلى مدرستها التي هدمت.
فجدران المدرسة هدمت، وما كان من الدفاتر والكراسات سوى أن تتحول إلى أشلاء، بعدما أفرغت عبسان حينها بكاملها من السكان بسبب القصف.
ويقول والد رؤى، ناصر عبد الله، إن المفوض الأممي طاف بالدفتر الذي وجد بين أنقاض المدرسة في خزاعة شرق خانيونس، واصطحبه معه في كل جولاته حول العالم، مطلعا قادة العالم على الأمل الذي يتمسك به الطلبة الفلسطينيين.
انتشل كيرنابول الدفتر؛ وانتشلت معه آمال أطفال غزة إلى العالم، بعدما أعجب مفوض الأونروا بالأشعار المحملة بكلمات الأمل والسعادة والحرية الموجودة على أوراقه، والتي كادت الحرب أن تدفنها.
وكان قد اصطحبها معه إلى مكتب الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، الذي بعث بشهادة تقدير إلى رؤى في حينها.