الحدث ــ محمد بدر
أفاقت غزة على شهيد وإصابة، في اليوم الذي تستعد فيه للإنطلاق بمسيرة العودة. الشهيد كان يعمل في أرضه، بعيدا عن السلك الفاصل بنحو كيلو ونصف الكيلو والتي لم تكن كافية لتحميه من القذيفة.
الإعلام العبري، وصف ما حدث بأنه إغتيال لشخص حاول اجتياز الحدود، ذات الإعلام اشتغل منذ أسبوع في التحريض على الغزيين، وكانت عمليات التسلل هي مادته الأساسية لتكوين رأي عام إسرائيلي ضاغط على جيش الاحتلال، للإفراط في الإستهداف وإطلاق النار والقتل.
جيش الاحتلال لا يحتاج لإعلام حتى يقتل ويعتقل ويبطش، ولكنه وضمن تكتيكات المرحلة، كان التوجه السائد لديه، بأن لا يتم الإفراط باستخدام القوة، لأسباب عدة، أهمها:
أولا: عدم الدخول في معركة مع قطاع غزة، خاصة وأن الجبهة الشمالية بالنسبة له غير مضمونة التصرف، خاصة إذا تصاعدت الأمور في القطاع بشكل كبير ودراماتيكي.
ثانيا: الاحتلال يحاول تأطير كل ما تعانيه غزة، في دائرة "الخلاف الفلسطيني الداخلي"، وعمل على توجيه رسائل عدة مفادها أن الرئيس محمود عباس يحاول تجويع غزة، وأن حماس تتصرف مع الغزيين ضمن حالة أمنية قمعية، وبناء على ذلك، لا يريد الاحتلال أن يعود للصورة في القطاع بشكل واضح، خاصة وأن تفجير الحمدالله كان فرصة للاحتلال لزيادة الضخ الإعلامي والدبلوماسي بأن الاحتلال خارج الصورة هناك.
مسيرة العودة، بشكل أو بآخر، أعادت أنظار الجماهير الفلسطينية للمسبب الرئيسي لمعاناة الشعب الفلسطيني، بعيدا عن الإنقسام الفلسطيني، وأعادت الإسرائيلي للمشهد في غزة بقوة.
وتحت تأثير انتقادات الإعلام العبري، والأوساط الشعبية الإسرائيلية، نفذ الاحتلال جريمته صباح اليوم، ولا يمكن اعتبار هذا السبب كافيا لتفسير جريمة اليوم، الاحتلال يريد إيصال رسالة صباحية للخارجين نحو الحدود نهارا، بأن الموت سيلاحق كل من يقترب من السلك الفاصل.
إعلام الاحتلال بدأ هذا الصباح باستعراض قوة كبير على مواقعه، يتحدث عن مئات القناصة، وعن جملة معقدة من الاستعدادات لمواجهة المتظاهرين العزل، في محاولة لبث الرعب في أوساط الغزيين. اليوم يوم غزة.