الحدث –علاء صبيحات
توقفت لوحة الكهرباء الخاصّة بمجمعات المياه العادمة في مجمع مستوطنات غوش عتصيون القريبة من بيت أُمّر في محافظة الخليل عن العمل في "موعدها" الثابت من كل سنة.
أدّى ذلك بحسب ما قال رئيس بلدية بيت أمّر نصري صبراني لـ"الحدث" لتفريغ أطنان من المياه العادمة على أرض "البركة" كما تُسمّى، المزروعة بأشجار العنب الخليلي.
وكما يقول صبراني، "تتعطل" كما يتذرّع الاحتلال اللوحة الكهربائية، لكن ذلك لا يعدوا كونه حجة واهية، ضمن سياسة تدمير الأرض -المزروعة عنبا وزيتونا- الممتدة على أكثر من 100 دونما وتخدم 400 فردا موزعين على 30 عائلة.
لماذا في هذه الأيّام بالذات؟
يقول رئيس البلدية إن تفريغ هذا الكم الهائل من المياه العادمة في أرض زراعية في هذا الوقت، إنما هو لمنع المزارعين من جني ثمار محصولهم الذي يتزامن موعده مع هذه الأيام.
المجمعات الاستيطانية غوش عتصيون وأفرات، كما قال رئيس البلدية لـ"الحدث" يطمعان في هذه الأرض، ويريدان إلحاق أكبر ضرر على المزارعين فيها لترحيلهم.
في هذه الأيام بحسب صبراني، يأتي موعد القطاف وحراثة الأرض والتنقيب، وتجهيز الأرض للسنة التالية، وبهذا الأسلوب يتم إرهاق كاهل المزارعين، لأن ما يحصل هو دمار شامل لمحصول العنب.
النشاط منذ أعوام
الناشط الإعلامي في بلدة بيت أمّر في محافظة الخليل محمد عوض، أكّد لـ"الحدث" أن هذا التصرف الذي تقوم به إدارة المستوطنات يتكرر منذ العام 2009.
كميات المياه العادمة التي تغمر الأرض بحسب عوض هائلة جدا، فلا يمكن القيام بأي فعل فردي أو على مستوى المزارعين يُنهي أو يوقف الأضرار.
وبحسب ما أضاف عوض، فإن الجهات الرسمية الفلسطينية مقصّرة في دعم المزارعين في تلك المناطق، ومثيلاتها سواء في الخليل أو باقي المحافظات.
فالأراضي التي تعود لعائلتي صبارنة وبحر تقدّر بأنها أكثر من 30 دونما مزروعة بالعنب، أصبحت هي وملّاكها يعانون، وذلك لا بد أن بؤثر على صمود الواقفين بين النارين هناك.
وعلى ذلك علّق خالد صبارنة والذي يمتلك 5 دونمات في المنطقة قائلا لـ"الحدث"، إن هذه الأرض –ويقصد دونماته الخمسة- كانت قبل عام 2009 تعطينا سنويا ما لا يقل عن 10 آلاف شيقل كثمن لأوراق العنب.
وفي عام 2009 بدأ مسلسل "التزهيق" كما وصفه، مضيفا أن اعتماد المزارع في هذه الفترة منذ أواسط تشرين وحتى نهاية حزيران هو على بيع الورق.
وفي ذات السياق أوضح صبارنة أن كل سنة منذ عام 2009 كانت أسوأ من قبلها، وهذا العام بدأ المسلسل قبل 20 يوما، أي في أوج حاجتنا للدخول إلى الأرض وازدادت وتيرة ضخ المياه العادمة إلى الأرض منذ ثلاثة أيام ليرتفع منسوب المياه في الأراضي لنصف متر.
هذا يمنع دخول الأراضي الزراعية حتى بالجرارات كما قال صبارنة، وسيؤدي حتما لإتلاف العنب وأوراقه نتيجة ارتفاع نسبة الملوحة فيه.
إن أساليب الاحتلال في التجويع والتهجير والقمع والتدمير تختلف من منطقة لأخرى، وأسلوب ضخ المياه العادمة بمحاذاة المناطق السكنية أو الأراضي الزراعية الفلسطينية ليس بجديد بالمرة، لكن هل ستؤدّي هذه السياسة لإسكات الباعة عندما ينادون بجملة "خليلي يا عِنب" أم سيتم إنقاذ عنب الخليل قبل إنهاكه؟