الحدث- محمد غفري
بالرغم من إجراءات بلدية الاحتلال الإسرائيلي المعقدة في السماح بصيانة وإعادة ترميم منازل الفلسطينيين في البلدة القديمة في القدس المحتلة، إلا أن هناك مبادرات شبابية استطاعت كسر حاجز الرفض، وإضفاء طابع جمالي على هذه المنازل، بما يحافظ على إرثها العمراني الممتد منذ مئات السنين.
داخل أزقة البلدة القديمة قبل نحو عامين، استفز إهمال أسطح المنازل وما تكدس فوق مساحاتها المتراصة من مخلفات الفنان التشكيلي محمد الجولاني، ليخرج بفكرة مشروع فني، يهدف من خلاله إلى إعادة ترميم هذه الأسطح، وتخليصها من "التلويث البصري".
يقول الجولاني (35 عاما)، إن مشروعه "ع السطوح" يهدف إلى تنظيف أسطح المنازل المهملة، حيث تراكمت عليها النفايات والبراميل الزائدة والأسلاك وغيرها، ومن ثم طلاء هذه الأسطح بصورة فنية جمالية.
الفكرة التي حاولت استهداف حي مقدسي كامل فيه 25 منزلاً؛ ظلت تراوح مكانها حتى هذه الأيام، وبدأت بمنزل واحد في حارة السعدية "بس المهم بلشنا بسطوح واحد يا صديقي، ولو بعد سنتين".
وحول أسباب التأخير في خروج المبادرة إلى النور، أشار الجولاني إلى تضييق بلدية الاحتلال وإجراءاتها المعقدة في عدم السماح بترميم المنازل دون الحصول على ترخيص، وكل من يعمل بخلاف ذلك ينال مخالفة.
الجولاني أكد في لقاء مع "الحدث"، على رفضه التعامل مع البلدية والحصول على ترخيص، حتى لا يكون مطبعاً في العلاقات مع الاحتلال.
الفناني المقدسي بحث عن طريقة لتنفيذ المشروع دون اللجوء إلى بلدية الاحتلال، وكان ذلك بالحصول على إذن خطي من صاحب المنزل، بالسماح له بتنفيذ المشروع، وهو ما حصل في أول منزل عندما بدأ قبل أسبوع.
وحول التجربة الأولى، قال محمد الجولاني، إنه تفاجأ من حجم تفاعل المواطنين مع المشروع، ورغبتهم في المساعدة، وإلحاح آخرين عليه لتنفيذ المشروع على أسطح منازلهم.
الجولاني الذي أبدى سعادته بالانتهاء من المنزل الأول، أكد أن طلاء سطح المنزل يتم دون المساس بالحجارة التاريخية، لأن الهدف هم الحفاظ عليها.
اليوم ينوي الجولاني استكمال مشروعه في البلدة القديمة بالقدس المحتلة حتى آخر منزل بالرغم من كافة العقبات، مشيراً أن المشروع أصبح جزءاً من برنامج استكشاف القدس "كان يا مدينة"، ومهرجان ليالي القدس، وبرعاية من حوش الفن الفلسطيني.
وفي الوقت الذي تسعى فيه سلطات الاحتلال إلى تهويد كل حجر في القدس المحتلة، لك أن تتخيل صورة للمدينة من السماء يزينها المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وسور تاريخي داخله آلاف المنازل الملونة، في حال استكمل المشروع.