الخميس  28 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

اسرائيل تبحث عن شركاء "حقيقيين" بعد أن جربت العملاء مثل الاسد!/ بقلم: ناجح شاهين

2018-04-05 01:07:39 PM
اسرائيل تبحث عن شركاء

 

(لقاء مع داني دانون سفير  اسرائيل في الأمم المتحدة)

هيفي بوزو من قناة أورينت ناقشت الأسبوع الماضي آفاق التعاون بين "سوريا" وإسرائيل بعيداً عن صخب الشعارات التي لم يستفد منها الشعب السوري شيئاً. المهم كما تقول المذيعة الرقيقة صاحبة الصوت الأنثوي الذي لا يخلو من الغنج والدلال، "المهم هو مصلحة الطرفين السوري والاسرائيلي بعيداً عن زعيق الجهلة و"القومجيين"". 

في هذا السياق من الحب المتبادل بين داني دانون وهيفي بوزو لم يكن صعباً على السفير الإسرائيلي أن يوضح بأن اسرائيل ليست المشكلة بل هي الحل؛ إنها المكان الذي يعيش فيه العرب والاسرائيليون بسلام لفائدة الشرق الأوسط. قارن ما يحدث في إسرائيل بالأشياء المريعة التي تحدث في سوريا، والتي تجعل اليهود يتألمون على الرغم من أنهم يقدمون كل ما بوسعهم من مساعدات إنسانية. ويضيف دانون بشكل رومانسي ساحر: "نحن لا نستطيع أن نتحمل مشاهد الإبادة."

اعتذر دانون للشعب السوري لأن إسرائيل دولة صغيرة لشعب صغير، ولذلك فهي لا تستطيع أن تتقدم لإنقاذه، لكنها تتوقع من الدول الكبيرة –الولايات المتحدة، فرنسا، تركيا...؟- أن تتدخل بشكل كاف من اجل تخليص الشعب السوري المختطف لدى نظام الأسد الوحشي الذي لا يوفر طريقة لذبح شعبه بما في ذلك الأسلحة الكيميائية التي قد يستخدمها أيضاً ضد الشعب الإسرائيلي الصغير والشجاع. (لا بد أن قلب المواطن السوري والعربي قد انفطر من عمق الرومانسية المؤثرة).

غضبت هيفي بوزو من دانون لأنها كما قالت تريد موقفاً حقيقياً في دعم الشعب السوري وليس مجرد كلام، لأن الكلام لا يخفف شيئاً من معاناة الشعب السوري. وهنا أوضح دانون بعذوبة: نحن نهتم بالشعب السوري، ولكننا لا نستطيع دعم السوريين علنا، حتى من نعالجهم في المشافي. نحاول إبقاء كل شيء بعيدا عن الاعلام، لأن ردة الفعل قد تكون سيئة. البعض ما يزال لا يحب اسرائيل. (للأسف هنالك بقايا من العرب الذين يرون في إسرائيل العدو الأول والأخطر للأمة العربية خصوصاً أن محمد بن سلمان لم يكن قد قال ما قال لمجلة أتلانتك).

يواصل دانون: منذ سنتين وفي سياق مشروع حسن الجوار، عالجنا الناس واعطيناهم مساعدات طبية وعينية كثيرة ساهمت في التخفيف من معاناتهم. لكن الحكومة السورية تواصل الكذب على الناس بالزعم أن اسرائيل بلد شرير. وقد بينا لهؤلاء ان اسرائيل بلد كريم وخير ويدعم المحتاجين السوريين وغيرهم إن استدعى الأمر. إن الحكومة الإسرائيلية، بل الجيش الاسرائيلي نفسه يتحملان فواتير معالجة الجرحى السوريين في مشافينا. ومن أجل توفير الموارد اللازمة لدعم "الشعب السوري" تشكلت مجموعات يهودية في نيويورك لدعم الشعب السوري. إن اسرائيل واليهود يفعلون كل هو في الإمكان لدعم الشعب في مواجهة الطاغية الأسد.

لكن هيفي بوزر تريد من إسرائيل المزيد: تستطيع إسرائيل مثلاً أن تحث الولايات المتحدة على التدخل من أجل وفق المذبحة الروسية الإيرانية السورية ضد الشعب في الغوطة وبقية أنحاء سوريا. (لسوء الحظ لم تقع أية مذابح في الغوطة، لكن لا غالب إلا الله).

دانون اعتذر برقة بالغة مبيناً أن إسرائيل لا تسيطر –للأسف- على مجلس الأمن وإلا لكانت فعلت ما يلزم، خصوصاً أن الشعب الاسرائيلي وأحزاب اسرائيل كلها موحدة ضد المذبحة في سوريا. "الحمد لله أن لدينا جيش قوي يحمينا من وحشية الأسد الشرير، ومن إرهاب حزب الله الذي لا يهددنا فحسب بل هو تهديد للبنان أيضاً لأن لبنان سيعاني في اي صراع، وسنضطر الى الحاق المعاناة به، سندمر البنى التحتية، من واجب اهل لبنان ان يقلقوا اكثر منا." كنت بصفتي فلسطينياً غير متعاطف مع الشعب السوري، أتوهم أن كلام السفير تهديد إرهابي صريح للمدنيين اللبنانيين: إما أن يقفوا ضد حزب الله، أو أنه سيحرق الدنيا فوق رؤوسهم. لكن بالطبع أعرف أن اسرائيل كما تراها الساحرة الجميلة هيفي بوزو بلد إنساني محب للخير والسلام ولا يتحمل مشاهد الموت والدمار.

واصل دانون حديثه الممتع بمهاجمة ايران التي تدعم الحوثيين وحماس وكل من يزعزع الاستقرار. لذلك لا بد من ردع ايران. ويتساءل دانون: ماذا يفعل الايراني في سوريا بعد انتهاء داعش؟

ثم انهى دانون المقابلة بانكار التهمة التي وجهتها له الجميلة هيفي بوزو بأنه يفضل الأسد في السر، مؤكداً لها أن إسرائيل تتمنى أن يصل إلى الحكم في سوريا قائد تاريخي محب للسلام مثل الراحلين السادات والحسين أو ملك الأردن الحالي عبد الله الثاني، قادة يحبون السلام ويحبون شعوبهم حقاً. "الأسد شخص لا يمكن لأية ديمقراطية في العالم أن تفضله، فكيف إذا كانت ديمقراطية جارة مثل إسرائيل!"

حاشية: أعترف أن هذه أول مرة اشاهد فيها مقابلة سياسية لكنني انخرط في أفكار جنسية بعض الوقت، وفي ضحكات مجنونة في لحظات أخرى. أرجو المعذرة لصراحتي التي قد لا تتناسب مع روعة الأهداف التي احتوتها مقابلة هيفي وداني.