الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أيها المسيحيون لكم عيدكم ولي عيد

2018-04-06 04:36:24 PM
أيها المسيحيون لكم عيدكم ولي عيد
رولا سرحان

 

في خضم الأحداث، ما بين جمعة الكاوشوك في غزة، واستدعاء صحفيات وصحفيين للنائب العام، والتقاعد القسري للعديد من الموظفين، يطالعنا مجلس الوزراء فجأة، بعدم اعتماد عيد الفصح المجيد عيدا رسميا وطنيا، وإلغاء الاحتفاء به بعطلة رسمية أقرتها منطمة التحرير الفلسطينية، والحكومات السابقة.

ورغم أن الحكومة الحالية هي نفسها التي أقرت اعتبار نفس العيد عيدا رسميا العام الماضي، عللت الأمر لدى سؤالنا عن السبب بالقول إن العام الماضي جاء العيد متزامنا ما بين الطائفتين الشرقية والغربية.

والجواب الغريب، الذي يقع في خانة "عذر أقبح من ذنب" يعني أن المسيحي الفلسطيني سيحتفل بعيد الفصح كل أربع سنوات مرة.

وعلى ما يبدو أن الحكومة تجهل أهمية عيد الفصح بالنسبة للمسيحيين، وذلك رغم أن وزيرين من بين أعضائها يشغلان حقيبتين مهمتين إحداها سيادية وأخرى يتم التقليل من شأنها، هما وزارة المالية والسياحة.

عيد الفصح بالنسبة للمسيحيين يُعادل العيد الكبير عند المسلمين، العيد الصغير هو عيد الميلاد المجيد أو الكريسماس، وعيد الفصح هو عيد قيامة السيد المسيح من كنيسة القيامة في القدس التي تعد أهم كنيسة في العالم، تليها كنيسة المهد في بيت لحم، ومن ثم أية كنيسة أخرى قد تخطر ببالنا.

اليوم ونحن نخوض حربا ضد عدو يحاول ربطنا بالإرهاب وبالفساد وبعدم المقدرة على إدارة شؤون الدولة واحترام رعاياها على اختلاف معتقداتهم الدينية، يتم إلغاء عيد ديني رئيسي وأساسي، أهم ما فيه هو تأصيل وحدة شعبنا ووحدة النسيج المجتمعي واحترام الآخر واحترام التعددية الثقافية والدينية.

لا أعتقد أن أي سفير أو دبلوماسي أو قنصل أجنبي سيلتقي بأعضاء مجلس الوزراء سيفهم معنى أن يتم إلغاء عيد الفصح من قائمة الأعياد الوطنية في وطن نطالب فيه بالسيادة على القدس وعلى أرض الديانات السماوية.

تركت لي صديقة مسيحية صحنا من الكعك في مكتبي، لم يتسن لي بعد تذوقه لأنني كنت على سفر.

لا أفهم كيف يمكنني أن أبرر لها أننا لا نعترف في فلسطين بعيدكم أيها المسيحيون عيدا وطنيا، إلا من باب لكم عيدكم ولي عيد.

من كنيسة القيامة ينطلق النور إلى كل العالم، فلا تطفئوا هذا النور.