الحدث العربي والدولي
كشف قائد سابق في جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، أنّ لدى إسرائيل الكثير مما يمكن أن تطرحه لمساعدة مصر، من ناحية استخبارية وأمنية.
وقال ديفيد ميدان، الذي تولّى في السابق قيادة شعبة العلاقات الدولية "تيفيل"، وشعبة تجنيد العملاء "تسوميت" في جهاز الموساد، إنّ مصر تستفيد من القدرات "الهائلة" للمؤسسة الاستخبارية الإسرائيلية في مجال التنصت، التعقب، والرصد وجميع القدرات التي يتطلّبها الجهد الاستخباري.
وفي مقابلة مع صحيفة "ميكور ريشون" ونشرها موقعها، اليوم السبت، لفت ميدان إلى أنّ "القليل من الإمكانيات الاستخبارية الإسرائيلية، يمكن أن يحسّن من قدرة مصر على مواجهة المخاطر الأمنية"، مضيفاً أنّ "التعاون بين الجانبين، يهدف لاجتثاث كل تهديد يواجههما في أي بقعة كانت".
وأكد ميدان أنّ "إسرائيل لا تقوم بنقل المعلومات الاستخبارية لمصر عبر الهاتف، بل عبر وسائل سرية"، لافتاً إلى أنّ "الاتصال الهاتفي لا يعد من الوسائل الآمنة والسرية، في نقل المعلومات الاستخبارية".
وميدان، الذي ولد في مصر، عمل في مجال التعاون والتنسيق الاستخباري مع مصر، ويقدّر أنّ التعاون الأمني بين الجانبين "يتناول جميع القضايا التي يمكن أن تخطر على البال"، معتبراً أنّ "المصلحة المشتركة بين الجانبين، تتمثل في التعاون في مجال مكافحة الإرهاب".
وأقرّ القائد السابق في الموساد، بأنّ مصر تقوم، في المقابل، بتزويد إسرائيل بمعلومات استخبارية "تساعد في إنجاز جهدها الأمني"، مضيفاً أنّه "نظراً لأنّ إسرائيل أكثر قوة من مصر، فإنّ قدرتها على الحصول على المعلومات الاستخبارية أكبر".
ويحسب ميدان، فإنّ هدف إسرائيل الرئيسي من تواصل التعاون الأمني مع مصر في سيناء، "يتمثّل في الحرص على تأمين إيلات، على اعتبار أنّه كلما تعاظمت بيئة عمل التنظيمات الإرهابية في سيناء، تعاظمت المخاطر التي يمكن أن تتعرّض لها إيلات"، مشيراً إلى أنّ المدينة المصرية يمكن أن تتعرّض لهجمات صاروخية.
كما شدّد ميدان على "أهمية التعاون الأمني مع مصر، على اعتبار أنّ أيّ مصدر تهديد أمني تتعرّض له المصالح الأمنية المصرية في سيناء، سيكون بمثابة صداع لرأس إسرائيل لاحقاً"، بحسب قوله.
وأشار إلى أنّ "نظم الحكم في مصر، ظلّت تخشى أن تفضي عمليات عسكرية ينفذّها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة، إلى احتجاجات جماهيرية في الشارع المصري ضد إسرائيل، وتواصل العلاقة معها".
وقال إنّه "على الرغم من أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لإسرائيل لشنّ حربها على غزة في عام 2014، بهدف ضمان إلحاق ضربة قوية بحركة حماس، إلا أنّه في الوقت ذاته كان معنياً بألا تؤدي نتائج الحرب إلى المسّ باستقرار نظام حكمه من خلال ردة فعل الشارع".
وشدد ميدان على "أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به مصر في ضبط الأمور في قطاع غزة، بسبب طابع التأثير التي تملكه هناك".
وأشار إلى أنّ المطالبة بنزع سلاح حركة "حماس" في قطاع غزة، "لا يمكن الوفاء به"، قائلاً إنّه "في الوقت الذي لا تستطيع إسرائيل فيه نزع السلاح من العرب داخلها، لا يمكنها أن تطلب من أحد الإسهام في نزع سلاح حماس في غزة".
يُذكر أنّ ميدان تولى التفاوض باسم إسرائيل مع "حماس"، بشكل غير مباشر، في صفقة تبادل الأسرى التي أدت إلى الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط، مقابل الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني.
المصدر: العربي الجديد