الحدث- عصمت منصور
فند موقع تيك ديبكا الأمني الإسرائيلي ادعاءات قادة جيش الاحتلال بتحقيق انتصارات، وعدم تمكين المتظاهرين وحركة حماس من تسجيل انجازات حقيقية في مسيرة العودة.
وشدد الناطقون باسم الجيش والمستوى السياسي على أن عدد المتظاهرين أقل من الجمعة الماضية ولم يصل إلى 15ألف متظاهر، كما أن عدد الإصابات والشهداء أقل، وهو ما اعتبر فشلا في قدرة حماس على جلب حشد أكبر وتسجيل صورة انتصار في الموجه الثانية من مسيرات العودة.
ويبرر الجيش الإسرائيلي إعلانه انتصاره في هذه الجولة بعامل آخر، وهو عدم حدوث حالات اختراق للجدار أو القدرة على المس بالجنود.
وقال الموقع، رغم أن هذه العوامل صحيحة؛ إلا أن ادعاء الانتصار مشكوك فيه وإشكالي جدا.
وأكد الموقع، أن استخدام مصطلح انتصار أو نجاح يكون فقط عندما تعلن حماس عن وقف المظاهرات والتراجع عنها، أو على الأقل التوقف عن الاشتراك بها، وهو على ما يبدو أنه غير وارد حتى بعد أسبوعين اضطر فيها الجيش إلى نشر قوات كبيرة جدا على الحدود مع القطاع.
وبكلمات أخرى أكثر دقة، يمكننا القول إن ما كان سائدا في السابق من إطلاق صواريخ من قبل حماس ورد إسرائيلي يعقبه هدنة برعاية مصرية يحقق فيها كل طرف أهدافه، وتبقى صامدة إلى أن تقرر حماس أن الأهداف لم تعد تخدمها.
والأسوأ من ذلك في مواجهة مسيرة العودة؛ هو أن حماس تستطيع استنزاف الجيش دون أن تفقد أحدا من مقاتليها، ومن يستشهد هم مواطنين استجابوا للدعوات بالتظاهر.
السؤال الجوهري، هو لماذا لا يعمل الجيش على وقف المظاهرات وهدم مراكز الخيام التي أقامتها حماس للمتظاهرين وتشويش التحضيرات بشكل مسبق وضرب أهداف في عمق غزة؟
وهل ستستمر هذه المظاهرات حتى منتصف أيار؟ ولماذا لا يستعيد الجيش المبادرة؟
يبدو أن المعادلة التي أبلغ بها الجيش قيادة حماس ومفادها أن أي إقدام على المس بأهداف عسكرية سيؤدي إلى ضرب أهداف في القطاع، الجيش الإسرائيلي لم يحقق هدفه وحماس فهمت منه أنها تستطيع أن تستمر في المظاهرة وهي رسالة خاطئة يجب التراجع عنها قبل أن تخرج الأحداث عن السيطرة.