الحدث-علاء صبيحات
أصيب عدد من الشبان يوم الجمعة الماضي، بإصابات نتيجة الغاز المسيل للدموع في مواجهات جمعة الكاوتشوك في قطاع غزة، واتضح للأطباء –نتيجة تدهور حالاتهم- أن ما تعرض له الشبان ليست قنابل مسيلة للدموع.
وفي السياق أكّد رئيس قسم الباطني في مستشفى غزة الأوروبي في غزة، أن طبيعة الغاز التي تعرّض له الشبان لا زالت مجهولة، وجميعهم أصيبوا بحالات تشبه حالات غاز الأعصاب المحرّم دوليا.
أفراد من الطواقم الطبية أكّدوا لـ"الحدث" بعد طلب عدم الإفصاح عن أسمائهم أنهم متأكّدين تماما أنه غاز أعصاب.
حالتان تابعتهما الحدث وهما أحمد العصار الذي يظهر في الفيديو المرفق وخليل النجار الذان يرقدان في المستشفى الأوروبي أملا من أهلهما أن تتم معالجتهما.
والد خليل النجار، يوسف النجّار قال لـ"الحدث" إن ابنه أصيب إصابة مباشرة بقنبلة الغاز في صدره، واستنشق كمية كبيرة من الغاز.
نُقل كما أضاف الوالد إلى المستشفى نتيجة حالته الصعبة، التي تطورت لتصبح حالة عصبية نادرة بحسب وصف الوالد.
فهو يُغمى عليه لأكثر من ساعتين ليستفيق دقائق ويبدأ بتكسير كل شيء حوله، وذلك يرافقه بحسب الوالد حالة رجفان في جسده بالكامل.
هذا الأمر كما أضاف الوالد اضطر الأهل ومرافقي النجار لربط الشاب الذي يبلغ من العمر 23 عاما من أرجله في سرير المستشفى.
يحتاج كما قال الوالد يوسف النجّار لـ"الحدث" إلى أكثر من 6 رجال ليثبتوه حتى لا يتحرك.
الصراخ المخنوق الذي يصدره الشاب لم يحتاج لوصف الوالد، فقد سمعه مراسل الحدث خلال المقابلة الهاتفية مع والده وهو يملأ الدنيا صراخا ونحيبا مخنوقا.
الشاب أحمد العصار حالته كما تشاهدونها في الفيديو، أصيب إصابة غير مباشرة ولم يستنشق الغاز كما قال صديقه الذي تواجد معه لحظة الإصابة.
بل وعاد العصار للمنزل ماشيا على قدميه، وبعد مرور بعض الوقت كما قال الصديق، أغمي عليه فأصيب بحالة من الرجفان في كامل جسده.
وكلما انتهى مفعول الإبرة كما أوضح الصديق المرافق للعصّار، يبدأ الشاب بالرجفان في كامل جسده دون توقف.
رئيس قسم الباطني في المستشفى الأوروبي الدكتور صلاح الشامي قال لـ"الحدث" إن هذه الحالات مماثلة لحالات وصلت للهلال الأحمر في العام 2000.
وأوضح الشامي أن هذه الحالات وصلت للمستشفى بحالة تشنج أعصاب ومن الحالات ما وصل لمرحلة الغيبوبة التامة.
وأوضاف الشامي أن علاج الحالات الآن يكون من خلال العلاج المرحلي، فالذي يصل بحالة تشنجات حادّة يأخذ إبر علاج للتشنجات، والذي يصل للمستشفى بحالة هبوط في دقات القلب يعالج من خلال أدوية رفع سرعة دقات القلب، وذلك بحسب الدكتور نتيجة عدم معرفة نوع الغاز الذي أصيب به الشبان.
وقال مدير برنامج الدراسات والإعلام البيئي في مركز معاً التنموي جورج قُرزم في مقابلة سابقة مع الـ"الحدث"، إن الغازات التي يستعملها الاحتلال لا تقتصر على كونها مُسيلة للدموع، وإنما هناك بعض أنواع الغازات التي تندرج تحت بند الغازات الكيماوية المحرّمة.
وأضاف قرزم، أن هناك بعض أنواع الغازات والتي يستخدمها الاحتلال لم يتم تشخيصها مخبريا أو معرفة مكونتها حتى اليوم.
وكان موقع مجلة آفاق البيئة والتنمية العلمية والتي يعمل جورج قرزم رئيس تحريرها، قد نشرت عددا من التقارير الصحفية العلمية التي تتحدث عن مخاطر وأنواع هذه الغازات، وكشفت في العديد من الحالات وجود غازات تحتوي على فيروسات، ونشرت إفادات نقلا عن مصادر صحفية فلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم خلال المواجهات في القدس غازاً لأول مرة يشتبه في أنه غاز أعصاب.