شاركت سيدات غزة بكافة أعمارهن في مسيرات العودة الكبرى، والتي نظمت على الحدود بين دولة الاحتلال وقطاع غزة، وتنوعت طريقة مشاركتهن ونوعيتها، فمن إعداد الطعام والخبر الطازج، إلى قيامهن بإسعاف المتظاهرين، إلى المشاركة في المواجهات مع جنود الاحتلال، وخلال المسيرات أعلن عن إصابة عدد منهن أثناء القيام بأعمالهن في مساعدة المشاركين بمسيرة العودة.
نصبت الخيام في الثلاثين من مارس، قبله كانت نساء غزة حاضرات في كل الأحداث الميدانية، وخلاله وبعده، فصابرين النجار مثلا، كانت تساعد المشاركين بمسيرات العودة بأدوات ومواد بسيطة ومتوفرة في كل منزل غزي.
أصيبت صابرين في الجمعة الأولى من مسيرة العودة (جمعة الأرض) وهي تحمل علما فلسطينيا بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة.
وتروي النجار لـ الحدث عن إصابتها قائلة: " بينما كنت في وسط حشود مسيرة العودة بالقرب من السياج الحدودي؛ شعرت بحرارة شديدة تنغرس في جسدي، وفجأة أغرقت الدماء قدمي، حينها كان جيش الاحتلال يطلق النار مباشرة على المتظاهرين دون أي اعتبار، وكل الدلائل ونوعية الإصابات كانت تشير إلى أن الهدف هو خلق إعاقات جسدية خاصة مع كثافة استهدافهم لأرجل المتظاهرين".
النجار كانت قد أصيبت سابقا بقنبلة غاز، خلال مساعدتها للمتظاهرين عند السياج الحدودي، خلال الفعاليات المنددة بقرار ترامب بشأن القدس، قبل عدة أشهر.
"الكاوتشوك الملوّن"
نهى النجار، من خانيونس، كان لها موقف آخر من الكوتشوك، قبل يوم الجمعة الماضي أعلنت حملات شبابية عن جمعة الكاوتشوك، وكانت الدعوات ترتكز بالأساس على حرق الكاوتشوك لمواجهة سلاح القنص الإسرائيلي. نهى كان لها رؤية أخرى في الكاوتشوك كوسيلة نضال ابتكرها العقل الغزي.
نهى أعلنت عن مبادرة لتلوين الكاوشوك وإضفاء الطابع السلمي على المظاهرات، بفكرة كتابة أسماء الشهداء وأسماء القرى المهجرة على الإطارات المطاطية.
وتقول نهى من خانيونس، إن هذه الفكرة جاءت لتكرس مبدأ سلمية مسيرة العودة، فهي تستبدل اللون الأسود للإطارات بألوان زاهية، تزرع بداخلها الأزهار.
"رزان مسعفة على نقطة صفر"
بلباسها الأبيض الذي اختلط لونه بدماء الجرحى والشهداء، تقدمت رزان النجار إلى السياج الفاصل وعند أقرب نقطة، لإسعاف المصابين. رزان ظهرت وبكل شجاعة تنتشل المصابين من الأماكن التي ما كان لأحد الجرأة للوصول إليها.
وأظهرت تسجيلات الفيديو التي انتشرت، تقدم رزان باتجاه المصابين، رغم استهداف القوات الإسرائيلية للمنطقة.
أما أم كفاح قديح ، فقد أرادت أن يكون خبزها الطازج وسيلتها لمساعدة لمشاركين بالمسيرة أو ما تطلق عليه هي بـ "خبز الطابون"، حالها كما حو حال كثير من نساء غزة، يشاركن بكل ما يمكنهن فعله.
لا تترك السيدة الغزية أي ثغرة إلا وتحاول أن تسدها، بخبزها ووجعها ومشاركتها وعلاجها، ليصبح المشهد هناك بالفعل "انتفاضة".