تحليل الحدث
وزع الناطق باسم جيش الاحتلال تعميما على كتاب الأعمدة وكبار المحللين في وسائل الإعلام الإسرائيلية، ما مفاده أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح باستمرار التظاهر قرب الحدود، وأن ملف مسيرة العودة على طاولة بحث هيئة أركان جيش الاحتلال، من أجل اتخاذ موقف إنهائها من خلال اللجوء إلى قصف مواقع في عمق القطاع واستهداف قيادات حماس.
وعبر الكتاب والصحفيين والمحللين عن هذا التعميم؛ بمقالات وأعمدة حملت نفس التوجه كل على طريقته، وهو ما يعني أن الرسالة التي أراد الجيش إيصالها والتمهيد لها، هي أن إسرائيل وجيشها لن يحتمل هذه الحالة من الاستنزاف إلى الأبد.
وتحصر إسرائيل خياراتها بالتعامل مع هذه المسيرة في خيارين لا ثالث لهما:
الأول: فك الحصار والاستجابة لمطالب المتظاهرين على وقع حالة الاستنزاف التي تعيشها إسرائيل، وهذا مستبعد أو لا يشكل الخيار المثالي؛ لأنه سيضعف قوة الردع الإسرائيلية.
الثاني: التصعيد ونقل المعركة إلى العمق وداخل غزة، وهو ما يبدو أنه الخيار الأقرب، وهو ما تمهد له إسرائيل.
وكان طيران جيش الاحتلال قد قصف الليلة الماضية مواقع في غزة، ردا على ما قال الناطق باسم الجيش إنه استغلال للمسيرة، من أجل المس بإسرائيل وتسلل مجموعة عبر الحدود وزرع عبوات مصنعة يدويا.
هذا القصف يأتي ليعيد رسم المعادلة السابقة، التي كان جيش الاحتلال يقصف فيها مواقع بغزة، ردا على إطلاق الصواريخ، ليصبح الاقتراب من الحدود سببا آخر لاستهداف غزة، وهو الأمر الذي سيؤثر على مسيرة العودة وتوجهات حماس حيالها، كما يأمل الجيش، أو سيقرب المواجهة وهو ما تسعى إليه إسرائيل.