لم تتمكن روسيا من تمرير القرار الداعي إلى إدانة العدوان على سوريا. صوتت ثلاث دول فقط في صالح القرار، هي روسيا نفسها والصين وبوليفيا. وصوت ضده دول مثل السويد واحة الحق والحقيقة، والكويت زعيمة التسامح الآنساني والقومي، ولمن نسي نذكره بالفظائع التي نفذت بحق الفلسطينيين النساء قبل الرجال، والأطفال قبل الشيوخ، بسبب جريمة قيادة منظمة التحرير في مؤزارة "الاحتلال" العراقي للكويت.
تعرفون هناك أدلة "أقنعت" غالبية الدول بصواب الموقف الزاعم بأن سوريا قد استخدمت السلاح الكيماوي. ومن هذه الأدلة الدامغة معلومات استقتها وزارة الخارجية الفرنسية من الفيس بوك. أما الولايات المتحدة فعندها دليل حاسم أشد قوة، ألا وهو قناعة الرئيس الأمريكي، وسفيرته لدى الأمم المتحدة. لافروف حاول عبثاً أن يثبت أن الضربة قد تمت بدون دليل، أو أنها إنما وقعت من أجل استباق اللجنة الدولية التي كانت في بيروت في طريقها إلى دمشق.
روسيا مدعومة من الصين التي تهدد بأن تكون البلد المهيمن المقبل، لم تنجح في "إقناع" مجلس الأمن بإدانة خطوة "وقحة" يندر أن تجد "أشجع" منها في ضرب الأمم المتحدة كلها عرض الحائط. حتى أن بريطانيا العجوز الماكرة لم تكلف نفسها عناء البحث عن أدلة بسبب وجودها الفعلي في حوزة الفيس بوك الفرنسي وإلهام المرشد الروحي للعالم "الحر" دونالد ترامب.
شكراً لسقوط مشروع القرار الروسي: قد يكون ذلك إضاءة مفيدة للجبهة الشعبية، وحماس، والجبهة الديمقراطية، والحزب الشيوعي، وجماعة المقاطعة، وتنظيم مصطفى البرغوثي. ربما يدرك هؤلاء جميعاً أو بعض منهم على الأقل، أن حقهم في الأمم المتحدة وقوانينها ومؤسساتها ليس أقوى من حق الصين وروسيا.
وربما يدرك الفلسطيني أخيراً أن طريق النضال المفروش بالدم والعرق والدموع هو الطريق الوحيد. نقول ذلك آسفين لا فرحين: بودنا بالطبع أن يكون هناك وصفة "قانونية" وردية لتحرير وطننا. لكن الوصفة الوردية الموسومة باللجوء للمجتمع الدولي وقوانينه هي فعلياً "أفيون" يهدف إلى جر الفلسطيني بعيداً عن طريق المقاومة حتى تنعم الدولة الصهيونية بالأمن والرخاء خلال السنوات المقبلة التي تسبق خلع الضرس الفلسطيني المؤرق نهائياً عن طريق دفع من تبقى من فلسطينيين شرقي النهر المقدس مرة وإلى الأبد.
حاشية: صدق عادل سمارة؛ إن دولاً مثل السويد وسويسرا مجرد ملاحق بالرأسمالية العالمية موجودة لتسوغ بمظهرها "الانسانوي" الزائف جرائم الرأسمالية الأكثر نشاطاً وفاعلية بقيادة العملاق الأمريكي.