كتبت السياسية والباحثة رويتال عمرين في معاريف:
وجهت الولايات المتحدة فجر السبت الماضي ضربتها التي يبدو أنها ستكون مشهد الختام في وجودها العسكري في سوريا.
بعد القضاء على داعش؛ سيبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنفيذ وعده الانتخابي "الولايات المتحدة أولا" وسيسحب جنوده من سوريا، وهو ما يعني بأن إسرائيل فقدت كابح الصدمات الأساسي لها في المنطقة، وأن عليها أن تواجه إيران وروسيا وسوريا منفردة، إنه وقت الدبلوماسية والسياسة الخارجية.
أعضاء كنيست ووزراء من الليكود هرعوا إلى محطات التلفاز واستحضروا أوباما لاتهامه بترك الساحة فارغة أمام الروس في سوريا وتدهور الأمن في الشرق الأوسط.
صحيح أن سياسة أوباما في الشرق الأوسط تعتبر فشلا ذريعا وتراجعا عن الخطوط الحمراء التي وضعها هو بنفسه للنظام السوري، وهو ما مكن الأسد من "ذبح شعبه"، وأنه اتخذ موقفا لا مباليا من وجود إيران في سوريا، إلا أن سياسة ترامب هي استكمال مباشر لهذه السياسة.
علينا أن نتذكر أن ترامب هو الذي توقف عن دعم المعارضة السورية، وهو الذي يتبنى مقاربة تقول إن على الشرق الأوسط أن يحل مشاكله بقواه الذاتية، وهو ما يجعل كل محاولات أعضاء الليكود بإلصاق التهمة بأوباما؛ هي عملية دفاع عن نتنياهو، بهدف الحفاظ على صورته وصورة العلاقة بينه وبين ترامب وعدم الاعتراف بأن سياسة الولايات المتحدة مضره بإسرائيل.
إلى جانب خطر المليشيات الشيعية التي سترابط على الحدود، هناك خطر آخر يتمثل في تقليص حرية حركتها الجوية في سماء سوريا، بعد تعهد روسيا بدراسة تزويد النظام بمنظومة S300 المتطورة والقادرة على إصابة الطائرات على ارتفاعات عالية جدا وفق الخبراء.
إسرائيل لن تستطيع أن تكون قادرة على صد الوجود الإيراني في سوريا ومنع تسلح حزب الله، وأن تتحرك ضدهما دون أن تخاطر بالصدام مع روسيا، وهو ما يعني أن عليها أن تدرك حدود القوة وأهمية الدبلوماسية، والى جانب تطوير منظومات الأسلحة عليها أن تبدأ بالحديث مع شركائها العرب في المنطقة لبناء حلف إقليمي ضد إيران وعلى رأسه السعودية.