هنالك قول شائع.." ما الفائدة من القمم العربية "
وهنالك قول شائع أكثر في وصف الفعاليات العربية والإقليمية والدولية بأن محصلتها كلام في كلام.
غير أن القمة التاسعة والعشرين التي انعقدت في الظهران وأسماها الملك سلمان بن عبد العزيز قمة "القدس"؛ تختلف عن التقويم الدارج للقمم والمؤتمرات، والتوقيت هنا هو الأساس، ولنتذكر سيل المقولات التي انهمرت على وعينا منذ أن جاء ترمب وعلى مدى سنة من ولايته.
أخطر هذه المقولات أن النافذين العرب مثل السعودية ومصر والأردن؛ غيروا أولوياتهم، بما في ذلك حل القضية الفلسطينية كشرط للتطبيع مع إسرائيل، فانقلبت المقولة إلى تطبيع قبل الحل، وإلى أولوية التحالف مع إسرائيل لمواجهة إيران، فكان لا بد من قمة عربية تضع حداً لهذا السيل الجارف، الذي يفضي حتما إلى تيئيس الفلسطينيين وقتل كل آمالهم بحل معقول لقضيتهم.
تسمية القمة بقمة القدس، وتقديم دعم مالي لمرافقها والمرابطين في ثناياها، واعتبارها عاصمة لدولة فلسطين، إلى جانب أنها عاصمة روحية لأكثر من ثلاثة أرباع العالم جاء في وقته، ونحن في غمار حرب معقدة للحفاظ على موقعها ومكانتها في حياتنا وكفاحنا وآمالنا.
ربما لا نكون راضين تماما عن الجهود المبذولة لصد الرياح القادمة من واشنطن وهي رياح ملوثة؛ إلا أننا نعتبر أن ما حدث في قمة الظهران – القدس، نقطة انطلاق تتحدد فاعليتها الحقيقية بما نقوم به نحن في البناء على هذا الحدث.
لقد وضعت القمة التاسعة والعشرون رصيدا سياسيا في يدنا، فهل سنحسن استخدامه والاستفادة منه في الفصول القادمة من الصراع الساخن على أرضنا وعاصمتنا ومصيرنا ؟
الأمر إذا يتوقف علينا، فهل نحن جاهزون لذلك، أم أننا سننفق ما وضع من مال تحت تصرف صمودنا في القدس، وبعدها نعود إلى دائرة الشكوى والوقوف على حافة اليأس.
خلاصة القول.. العالم أعطانا إجماعا حول حقوقنا استثنيت منه أمريكا وإسرائيل، والمسلمون أعطونا إجماعا لم يستثنى منه أحد، والعرب فعلوا نفس الشيء، فهل نجمع نحن الفلسطينيين في أمر يحدد مصيرنا، أم نستمر في الانقسام.. هذا هو الامتحان.