الحدث العربي
اعتبر الأمين العام لـ "حزب الله"، حسن نصر الله، اليوم السبت 21 أبريل/ نيسان، أن التصويت للائحة المشتركة بين الحزب وحركة "أمل" يمثل "رسالة" إلى إسرائيل بشأن تأييد اللبنانيين لخيار المقاومة، موجها انتقادات حادة للسياسات الاقتصادية المتبعة في لبنان حاليا، والتي وصفها بـ "الفاشلة".
وقال نصر الله، في كلمة ألقاها خلال مهرجان انتخابي نظمه "حزب الله" في مدينة صور في جنوب لبنان، إن هذه "المدينة بقيت عصية على الفتنة، واحتضنت وفتحت بيوتها للنازحين الفلسطينيين المهجرين من أرضهم عام 1948، وقاومت الاحتلال عام 1982، وكانت على أرضها أولى العمليات الاستشهادية التي كسرت هيبة العدو الصهيوني وأسست لهزيمته"، على حد تعبيره.
وأضاف نصر الله أن "المقاومة جاءت بعظيم التضحيات الجسام ولا يمكن أن نتخلى عنها وهي تعني كرامتنا وعزتنا"، مشددا على أنها "تملك القدرة والقوة والتكنولوجيا والصواريخ التي تستطيع أن تضرب أي هدف في كيان العدو".
وفيما يتعلق بالانتخابات النيابية التي ستجري في لبنان يوم السادس من مايو/ أيارالمقبل، قال نصر الله لأهالي دائرة صور إن "تصويتكم هو عبارة عن رسالة للعالم، وهي أننا في كل الجنوب لم نترك المقاومة ولم نتخلى عنها".
وأضاف "في 6 أيار سيأتي أهل الجنوب من كل القرى ومن كل الطوائف إلى صناديق الاقتراع ليقترعوا لـلأمل والوفاء (في إشارة إلى التسمية التي تحملها لائحة الثنائي "حزب الله" وحركة "أمل")، للأمل بالمستقبل وللوفاء للشهداء".
إلى ذلك، تطرق نصر الله إلى الملف الاقتصادي في لبنان، قائلاً إن "الفريق الذي تولى الملف الاقتصادي منذ عقود فشل"، موضحاً أن "القطاع الزراعي والصناعي في أسوأ حالة، والبنية التحتية، بالرغم من صرف المليارات عليها، ليست بأفضل حال".
واعتبر نصر الله أنه "يجب على الحكومة الجديدة وضع رؤية اقتصادية واضحة حتى لا يذهب البلد إلى الهاوية"، داعياً إلى "أخذ المبادرة في محاربة الفساد ووقف الهدر في الحكومات المقبلة".
وأضاف "نحن بعد الانتخابات النيابية جاهزون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية والرئيس (مجلس النواب نبيه) بري هو أول من طرح مناقشة هذه الاستراتيجية".
وشدد نصر الله على أن لبنان "لا يبنى بالطريقة الطائفية، وهذا ما تصنعه القيادات التي ليس لديها مشروع وطني"، مشيراً إلى أن "المسار الذي يسير به لبنان مسار خطير".
وأضاف أن "مواجهة الفساد تحتاج إلى حزم والى قرار سياسي جريء"، مؤكداً أن لبنان في حاجة إلى "حكومة وحدة وطنية ولا يستطيع أحد أن يلغي أحدا"، وداعياً إلى "المزيد من الحوار والتواصل بين كافة القوى اللبنانية في الموضوع المعيشي".
وختم نصر الله خطابه بالقول إن "رسالتنا في 6 أيار هي التمسك بالأرض والتمسك في المقاومة، وسنبقى باقون ومجذرون في هذه الأرض".
وأعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، الأربعاء الماضي، توقيعه على موازنة عام 2018، وتضمن مشروع قانون الموازنة عدة إجراءات، أبرزها خفض الإنفاق الحكومي بنحو 20 بالمئة. وتقول الحكومة إنها نجحت في خفض أرقام العجز في الموازنة بشكل متساوٍ مع موازنة العام 2017. وبحسب أرقام الحكومة فإنّ العجز تقلّص من 12 ألف مليار ليرة (8 مليارات دولار) إلى 7262 مليار ليرة (4.8 مليارات دولار) ولكن خبراء اقتصاديين يؤكدون أن هذا التقليص "إسمي"، وأن كل ما تمّ فعله هو تأجيل الالتزامات المالية للبنان إلى موازنة العام 2019.
وكان نصر الله قد كشف في وقت سابق من الشهر الجاري عن تلقيه عروضاً أميركية للتعاون، قبل الحرب الإسرائيلية على لبنان في العام 2006، أهمها عرض من نائب الرئيس الأميركي حينها ديك تشيني، مؤكداً أن رفضه هذه العروض، التي كان ثمنها وقف المقاومة في وجه إسرائيل، أدت إلى اتخاذ القرار بـ "سحق المقاومة".
المصدر: سبوتنيك