الحدث الفلسطيني
حمّل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية مساء السبت "إسرائيل" مسؤولية اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا.
وقال هنية للصحفيين في بيت عزاء الشهيد في جباليا بشمال قطاع غزة: "من الواضح أن العدو الإسرائيلي تعوّد أن يستهدف علماء الأمة وشعبنا، ويحاول أن يقتل العقول والإبداعات، ولذلك بشكل مبني على هذه الوقائع السابقة نُحمّل الموساد مسؤولية الاغتيال".
وأضاف "نعتقد أن التحقيقات التي تجريها الحكومة الماليزية سوف تقود إلى هذه النتيجة".
وأشار هنية إلى حركته طالبت حكومة كوالالمبور بإجراء تحقيق في جريمة الاغتيال، وأرسلت وفدًا إلى ماليزيا لعقد لقاءات مع المسؤولين هناك للوقوف على كل ملابسات الجريمة، وإعلان نتيجة التحقيقيات.
ووصف رئيس المكتب السياسي لحماس اغتيال "البطش" بـ"الخسارة الكبيرة"، لكنه قال إن "هذه هي طريق الشهادة".
وأضاف "هو شهيد من طراز خاص، سجّل تاريخًا مشرفًا في مسيرة العلم والدعوة والإيمان في خدمة قضيته وشعبه والأمة والبشرية جمعاء، ويكاد يكون العربي الأول الذي نال جائزة من رئاسة الوزراء في ماليزيا على ما قدمه من خدمة لمسيرة العلم والمعرفة الكونية".
وكان مجهولون اغتالوا فجر السبت الأكاديمي الفلسطيني والمحاضر الجامعي فادي محمد البطش (35 عامًا) من بلدة جباليا شمال القطاع، أثناء توجهه لأداء صلاة الفجر في المسجد القريب من منزله حيث يقيم في مدينة "جومباك" شمال العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وأوضح نائب رئيس الوزراء الماليزي أحمد زاهد حميدي أن شخصين من "القوقاز" نفذا عملية اغتيال "البطش"، مشيرًا إلى أنهما "على صلة باستخبارات معادية للفلسطينيين".
وقال حميدي في تصريحات نقلتها قناة الجزيرة على لسانه إن السلطات الماليزية ستطلب من الشرطة الدولية تعقب منفذي اغتيال البطش وتسليمهما للعدالة.
كما أفاد قائد الشرطة الماليزية في مدينة جومباك "مازلان لازيم" بأن شخصين يستقلان دراجة نارية أطلقا أكثر من 14 رصاصة على البطش في تمام الساعة السادسة صباحًا، وإحدى الرصاصات أصابت رأسه بشكل مباشر فيما أصيب جسده بوابل من النيران مما أدى إلى وفاته على الفور.
وذكر أن الشرطة هرعت إلى مكان الجريمة فور وقوعها، وباشرت بالتحقيق لمعرفة تفاصيلها والوصول إلى الجناة.
كما انتشر مقطع فيديو للشهيد وهو ملقى على الأرض والدماء تسيل من رأسه، فيما يتجمهر حوله حشد من الناس قبل قيام سيارات الإسعاف بنقل جثمانه إلى المشفى.
وعلمت وكالة "صفا" من مصادر خاصة في ماليزيا، أن البطش يعمل محاضرا جامعيا في جامعة خاصة، وإمام لمسجد العباس، ويعمل مع جمعية MyCare الخيرية في ماليزيا والتي تتفرع عنها عدة جمعيات خيرية وإنسانية مثل جمعية الأقصى الشريف، وجمعية i4Syria الخيرية.
وأشارت المصادر إلى أن الشهيد كان يعمل موظفًا في سلطة الطاقة بغزة قبل سفره إلى ماليزيا، وهو "بارع جدًا" في مجال دراسته هندسة الكهرباء، وحصل على شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز، ونال جائزة أفضل باحث عربي في منحة الخزانة الماليزية.
وأضافت أن الشهيد متزوج ولديه بنتان وولد، وحافظ لكتاب الله ومحفظ له في المساجد، وكان دمث الأخلاق ومحبوبًا من الجميع.