عفاف خلف
كُتب على جحيم دانتي « أيها الداخلون اطرحوا عنكم كل أمل «
لا أعرف كيف انتقل الشارع إلى فضاءٍ منتحلٍ متخيل، تزدحم به القضايا وتتزاحم فيه الحكايات، كلٌ يبحث عن نافذةٍ يطل منها، عليه!.ولا مركزيةٍ “ لسوانا”. حين تصير القضية / القضايا مرايا لا تعكس سوى “ صورنا “، متضامنين، صارخين، محتجين ودائماً مغردين أو ...
ثمة خلف الحملة حياة، ثمة أمام الحياة...
الاعتقال، الأسر، المصالحة، الانتخابات، المفاوضات، الاستحقاقات، مصر السيسي، مصر صباحي ، سوريا الأسد، سوريا داعش والنصرة ، لبنان حسن، لبنان سعد، والمنطقة غرقى والعالم الافتراضي قشة! كلٌ يمسك كي بورده، عروته الوثقى بإنسانيته، بمواقفه، بنضاله لأجل...
هّش تاغ مي وملح
وتتكاثر الشعارات، تتناسل المواقف، ينشط تجّار الأغاني وبيني وبين الشارع نافذةً ألقي عليها ثقلي، علّها تأتيني بمفتاح قيد، أو مفتاح بيت!.
لا يوصلني “ الفيس “ إلى البيت!.
بل يوصلني
أو سيأتي البيت بحكم “ الصورة “ المرفوعة
ويوصلني!.
وسأعتذر لمظفر لحداثةٍ فرضها العالم الافتراضي، حيث الصورة أصدق أنباءً، وحيث حد الأنباء يغير أنظمة الحكم، وسأسأل ذات الأنباء كيف لم تأتِ لقيدهم بمفتاحٍ أو شبهة فاتحةٍ تنقلني من هامش الصورة إلى حيز الفعل!.
كيف لا يأتي آلاف المعجبين ومئات الحناجر المحّلقة ليقفون سلسلة بشرية تطوق إرادة محتل!. كيف لا تطوق ذات السلسلة أبواب الساسة والمسؤولين، تقرع الأبواب والجدران كما تقرع أمعاؤهم الخاوية خزانات زنازينهم وجدران زبانيتهم!. وربما ذات جدراننا / الشاشة / الشاشات التي حسبناها فضاءَ حرية فامتصت القضايا وأردنا بــ” الهش “ واحة وفُجعنا بالسراب!.
يقول: أنعيشُ بلا أملٍ، بلا كلأ يُفضي إلى جنان الغد؟ أنعيش دون رصيدٍ من الأحلام التي تنادي كل صباح: “ لكَ شيء في هذا العالم فقمْ.”
يُغلقون باب الزنزانة وكأنما يوصدون الباب على الحياة، يجعلون الباب برزخاً ما بين قبرٍ وبعث وأنا ما بينهما “ الجسد “ الذي ينتظر، “ الروح “ التي تُحلق. ما يزيدُ عن أربعين يوماً وأشد النواجذ على الأمعاء، الأمعاء التي تتلوى جوعاً، الجوع الذي يهزمه جوعٌ أشد إلحاحاً وأكثرُ حياة. أضع جسدي المعّلق وأرقبُ كيف تُمتص منه الحياة، تعلمتُ كيف أعين الحياة بماءٍ معين وملح الرجال. كل ما تنطق به جدران زنزانتي يا غالية: أيها الداخلون ثمة في القيد أمل، ثمة في الوفاء حياة!. أتسمعين نداء الحياة!.