الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما علاقة الاحتلال الإسرائيلي بتحديد معايير الزواج في البلدة القديمة بالخليل؟

2018-04-22 11:20:05 AM
ما علاقة الاحتلال الإسرائيلي بتحديد معايير الزواج في البلدة القديمة بالخليل؟
صورة تعبيرية


الحدث ــ سجود عاصي

من المعايير التي تطرح أحيانا في موضوع الزواج، البعد والمسافة، بحيث يحاول الشاب وأهله أن يقع الاختيار على فتاة قريبة جغرافيا من مكان سكن زوجها المستقبلي.

في البلدة القديمة في الخليل، الأمر مختلف، حتى وإن كانت المسافات بين البيوت قريبة، إلا أن أحد أهم الاعتبارات في موضوع الزواج، هو الحاجز والبوابة الإلكترونية، حيث يشكل الحاجز هاجسا لدى الشباب وعاملا في الاعتبار، الشاب يفكر في كون الارتباط  بفتاة تقطن في بيت لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال حاجز، يعني معاناة مستمرة خلال الخطبة وما بعد الزواج.

يقول غالب الرجبي وهو أحد سكان البلدة القديمة، إن التفكير بزواج أبنائه الثلاثة، هو أمر في غاية الصعوبة بسبب الحواجز والتفتيش، ومنع الدخول إلى البلدة القديمة، ففي زفاف ابنته الأخيرة لم تتمكن سيارة الزفاف  من الدخول.

و في الوقت ذاته أكد الرجبي أن الزيارات إلى داخل البلدة القديمة مسألة صعبة، فعائلته تجتمع مرة كل شهر خارج البلدة، بسبب الإجراءات الإسرائيلية التي تحول دون زياراتهم له، قائلا: "كل دقيقة داخل البلدة القديمة معاناة".

وأضاف الرجبي "عندما أفكر بزواج أبنائي.. أفكر مرتين قبل الإقدام على هذه الخطوة"، لأن الزواج من سكان البلدة القديمة يعني التفكير في أمور كثيرة تتعدى حدود الزواج "صعب حد يعطينا بنتو تعيش هون بالبلدة القديمة".

وفي ذات السياق، قال رائد أبو رميلة، إنه وبعد إغلاق المنطقة بالكامل عام 2012 ووضع الحواجز فيها؛ بات الدخول والخروج من البلدة القديمة أمرا معقدا، فهناك الكثيرون ممن لا يستطيعون طلب يد فتاة مثلا لأنهم سيفكرون بتعرض ابنهم للحواجز والضرب والاعتقال والتفتيش و الحال نفسه يقاس على الفتيات اللواتي سيقمن في البلدة القديمة.

ويؤكد أبو رميلة، أن أعداد الشباب الذين هم في سن الزواج في ازدياد وبشكل كبير، في ظل تفاقم الاعتداءات على أهالي البلدة القديمة، وهو الأمر ذاته الذي يحرمه من زيارة أهله.

وإن تم الزواج، فإن أهل العريس لا يستطيعون الدخول لأخذ العروس إلا من خارج البلدة، الأمر الذي يجعلهم يلجأون إلى الأقارب والعائلات الأخرى أحيانا خارج البلدة القديمة.

أما إبراهيم غيث والذي يسكن بالقرب من الحرم الإبراهيمي، فيقول إنه يمر عبر ثلاث بوابات إلكترونية ويخضع للتفتيش قبل الوصول إلى بيته يوميا، وهذا لا يوجد له بديل سوى الخروج من المنطقة وهذا ما لن يحدث..

ويعتبر سكان البلدة القديمة ،أن هذه العراقيل الإسرائيلية ساهمت في العزوف عن الزواج وزادت في معدلات العنوسة في المناطق الواقعة وراء الحواجز الإسرائيلية في البلدة القديمة.