السبت  30 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث| الأمثال الشعبية خلقت أزمة نفسية

2018-04-25 08:29:57 AM
متابعة الحدث| الأمثال الشعبية خلقت أزمة نفسية
تعبيرية


الحدث- علاء صبيحات

كثيرة هي الأمثال الشعبية الشائعة في مجتمعنا الفلسطيني التي تتناقض فيما بينها في المعنى والأثر والحكمة، وغالبية هذه الأمثال وليدة الخبرة أو خلاصة تجربة، بحسب ما يرى الخبراء.

من هذه الأمثلة الشعبية المتناقضة: "حط راسك بين الروس وقول يا قطّاع الروس"، "الموت ولا المذلة"، "إمش الحيط الحيط وقول يا رب الستر"، "ابن الموت فالح".

يقول خبير علم النفس وائل أبو الحسن، إنه بسبب اختلاف طبيعة المناطق، وتعدد التجارب، كان وارداً جداً حصول هذا التناقض بين مثل شعبي وآخر، وكل مثل شعبي يصبح أيضاً قانونا اجتماعيا ضمنيا يبرمج عقل الفرد للامتثال إليه والتماشي معه.

الازدواجية

أبو الحسن في لقاء مع "الحدث"، يرى أن المثلين الشعبيين المتناقضين سيؤديان دون أدنى شك لتبني موقفين متناقضين من قبل نفس الشخص في موقفين متشابهين، خصوصا إذا ما كان المثل قد قيل من قبل الأب أو الأم أو الأخ أو الأستاذ، وبفعل الخبرة والعمر والقدرة سيكون له تأثيره على الفرد.

هذا سيؤدي إلى الازدواجية في التعامل وردود فعل متعددة من نفس الشخص على نفس الموقف، وأن يكون هناك ردتا فعل متعاكسات فيه نوع من الفصام كما يرى دكتور علم النفس أبو الحسن.

وعندما يكون هناك استجابتين مختلفتين لموقف واحد أو عشرات الاستجابات من قبل نفس الشخص على نفس الموقف يُسمى في علم النفس ازدواجية الشخصية.

وبالتالي كما أضاف أبو الحسن يمكن أن تجد شخصاً ملتزماً نهاراً و"شيطان" ليلا نتيجة الأفكار المتناقضة الناتجة عن الأمثال الشعبية.

العلاج

الاختلاف والازدواجية في الأمثال الشعبية التي تعتبر حِكما وقوانين اجتماعية الالتزام بها ضمنيّ، أدّت بحسب أبو الحسن إلى أن يصبح المجتمع الفلسطيني مجتمعا مضطربا إلى حد ما.

فما دمنا لا نعترف بالاضطراب فهذا يعني أن الشعور هو الآن في العناية المكثّفة كما قال أبو الحسن، وهذا يتطلب تدخل علم النفس الجماهيري، وعلم الصحة المجتمعية وعلم النفس الاجتماعي.

هذه العلوم كما قال أبو الحسن، هي مباحث وُجدت لعلاج مشكلة أو مشاكل نفسية تكون على مستوى مجتمع كامل، وبالتالي لا يكون الحل إلا من خلال خطط وبرامج علاجية على مستويات واسعة.

ولكن لا يمكن اعتبار الأمثال الشعبية هي السبب الوحيد المؤدّي للخلل، وإنما هناك أسباب عدة كالتماهي وتقمص النماذج الاجتماعية سواء الطفل لوالده مثلاً أو الشاب لمسؤول سياسي كبير على سبيل المثال.

إلا أن الأمثال الشعبية لعبت دورا كبيرا في بروز سلوكيات مزدوجة اجتماعيا بحسب ما قال دكتور علم النفس.