الحدث- محمد غفري
أصدرت المحكمة المركزية الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، اليوم الأربعاء، حكماً بسجن جندي إسرائيلي لمدة 9 أشهر، بعد إدانته بالتسبب بقتل الشهيد الفتى نديم نوارة في مدينة رام الله قبل 4 أعوام.
وجاء القرار بعد الدعوى التي قدمتها عائلة الشهيد نديم نوارة، الذي قُتل وهو بعمر 17 عاما قرب بيتونيا في رام الله وسط الضفة الغربية في مايو/أيار عام 2014.
وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني إنه تم اصدار حكم السجن لمدة 9 أشهر على شرطي حرس الحدود "بن داري"، ودفع غرامة بقيمة 50 ألف شيكل (14 ألف دولار) للعائلة الفلسطينية.
صيام نوارة والد الشهيد نديم عبر عن رفضه القاطع لقرار المحكمة المركزية، معتبراً "الأدهى من الحكم"، أن محامي الجندي القاتل طالب بالاستئناف على الحكم، ووافق القاضي بدوره على الاستئناف، على أن يكون أمام ما تعرف بالمحكمة العليا خلال مدة 45 يوماً، وبالتالي من الممكن أن يقل الحكم عن 9 أشهر.
لذلك أكد نوارة في تصريح لـ"الحدث"، أن نظام محاكم الاحتلال وجد لحماية الجنود الذين يقتلون الأطفال الفلسطينيين، وأن عائلة الشهيد قامت بواجبها تجاه ابنها، وقدمت كل الأدلة التي تفوق 98% قانونياً.
ولكن إسرائيل بحسب نوارة لم تأخذ هذه الأدلة بعين الاعتبار، وتعاملت معها في إطار القانون الموجود لديها.
وبين نوارة، أن سلطات الاحتلال عرضت عليه صفقة الحكم قبل إصداره ولكنه لم يوافق، لذلك قاموا بعمل الصفقة فيما بينهم، على أن يعترف الجندي بقتل نديم ولكن بالإهمال.
وأوضح نوارة أن عملية القتل بالإهمال، تعني أن الجندي قتل ولا يعرف أن في البندقية رصاص حي، لذلك قدم مقطع فيديو يثبت قيام الجندي بتعبئة السلاح، ومن ثم ينظر إلى نديم قبل إطلاق النار، وهو ما يتنافى مع الإهمال، ولكن القضاء لم يأخذ الفيديو بعين الاعتبار.
وحول الجهود التي ستقوم به العائلة عقب جلسة الاستئناف القادمة، لوّح نوارة أنهم سيتوجهون إلى المحاكم الدولية من أجل ملاحقة الجندي القاتل، في حال سمح لهم القانون بذلك.
وهذا الأمر يحتاج بحسب والد الشهيد إلى جهود السلطة الفلسطينية من أجل التوجه إلى المحاكم الدولية، لأن شخص واحد لا يستطيع حمل ملف للمحاكم الدولية.
وأكد نوارة أن عدم موافقته على الصفقة والإمضاء عليها، سوف يتيح له التوجه إلى المحاكم الدولية، ومن الممكن أن تكون المحاكم الدولية أقوى بالرغم من انحياز العالم إلى إسرائيل.
وكان الجندي "بن ديري" قتل الفتى نوارة، البالغ من العمر (17) عاماً، قبل أربعة أعوام، في بلدة بيتونيا غرب رام الله، خلال مسيرة سلمية في ذكرى النكبة، ومنذ ذلك الحين، لاحقته عائلة نوارة في المحاكم الإسرائيلية، وصولاً لإدانته وسجنه.