الحدث العربي والدولي
قال كاتب إسرائيلي، السبت، إن "اغتيال المهندس الفلسطيني فادي البطش، الأسبوع الماضي، يكشف النقاب عن العلاقات الماليزية التركية المتنامية، في ضوء التنقلات التي كان يقوم بها البطش بين الدولتين".
وأضاف نداف شرغاي، في مقال تحليلي نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "أساس هذه العلاقات بين الدولتين يعود إلى اعتبارات أيديولوجية مصدرها جماعة الإخوان المسلمين، حيث يقترب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من هذه الأفكار، في حين يسعى خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس لتوثيق علاقة حركته مع هاتين الدولتين، باعتباره صديقا شخصيا لأردوغان".
وأشار إلى أن "العلاقات المتينة بين أنقرة وكوالالمبور ظهرت منذ إرسال أسطول التضامن البحري مع قطاع غزة، المسمى مرمرة أواسط 2010، وكان عليه 21 متضامنا ماليزيا مع الفلسطينيين، فيما قام رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب رزاق بزيارة قطاع غزة عام 2013، رفقة عدد من وزرائه، وكان في استقباله رئيس الحكومة السابق إسماعيل هنية".
واستدرك الكاتب الإسرائيلي بقوله: "رغم كل ذلك، فإن ماليزيا تنفي أي دور لها بمساعدة حماس من الناحية العسكرية، أو تجنيد طلاب فلسطينيين لخدمة الحركة وتوجهاتها المسلحة، وتعلن أن دعمها يقتصر على الجانب الإنساني للفلسطينيين في القطاع، في ظل علاقاتها التاريخية الإيجابية مع القيادة الفلسطينية، وكونها دولة ذات أغلبية مسلمة، ولا ترتبط بإسرائيل بعلاقات دبلوماسية".
وأكد شرغاي أن "الشواهد تتزايد على محاولات حماس المستمرة لتجنيد المزيد من العلماء والخبراء لصفوفها، وكان آخر نموذج العالم العراقي طه محمد الجبوري، الذي اعترف بتقديم مساعدات للحركة لتطوير قدراتها الصاروخية في قطاع غزة".
وأشار إلى أنه "ثبت لأجهزة الأمن الإسرائيلية أن بعض كوادر حماس شاركوا بمؤتمرات دولية حول الطائرات المسيرة؛ للتعرف على آخر الجديد فيها".
من جهته، قال الخبير العسكري بصحيفة "إسرائيل اليوم"، يوآف ليمور، إن "عملية اغتيال البطش في ماليزيا ليست المرة الأولى التي تغتال إسرائيل فيها نشطاء معادين لديهم تخطيطات عسكرية وتوجهات مسلحة".
وذكر أن "بعض هذه الاغتيالات جاءت علنية بسبب دور هؤلاء في تطوير القدرات العملياتية، وبعضها الآخر بقيت في الإطار السري الخفي ضد مستودعات تسلحية، وتجلت هذه العمليات باغتيال محمود المبحوح في إمارة دبي أوائل 2010؛ بسبب دوره في تهريب الأسلحة لقطاع غزة، بجانب تصفية محمد الزواري أواخر 2016 في تونس؛ لدوره في تطوير الطائرات المسيرة دون طيار".
وأوضح ليمور، وهو وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أن "اغتيال البطش في ماليزيا يكتسب أهمية متعددة المجالات: أولها أنه حدث في دولة مسلمة لديها توجهات معادية نسبيا تجاه إسرائيل، وثانيها أنها دولة بعيدة عن إسرائيل جغرافيا، وثالثها أن أجهزتها الأمنية ضعيفة إلى حد ما، وهناك قدرة معقولة للأجانب لدخول نطاقها الجغرافي، وتنفيذ عمليات اغتيال، والانسحاب منها برا أو جوا دون مشاكل".
وشدد الخبير الإسرائيلي على أنه "طالما كان البطش ينوي السفر إلى تركيا ثم بريطانيا، فمن المؤكد أن من أراد اغتياله، والأصابع تتجه نحو إسرائيل، لم ترد التورط في أزمة دبلوماسية معهما"
المصدر: عربي 21