الحدث - علاء صبيحات
عقدت وزارة الداخلية في غزة مؤتمرا صحفيا مساء اليوم السبت، صرّح فيه الناطق باسم داخلية حماس إياد البزم بمعلومات تعرض لأول مرة في قضية تفجير موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله بتاريخ الثالث عشر من آذار/ مارس الماضي كان على رأسها ان المنفذين كانوا على علم دقيق بموعد زيارة الحمد الله.
وأضاف البزم إنه ثبتَ من خلال التحقيقاتِ التي أجرتها داخلية غزة أن العبواتِ التي تم استخدامُها في تفجيرِ موكبِ رئيس الوزراء تمت زراعتُها قبلَ ثمانيةِ أيامٍ من دخولِ الموكب.
وأكّد البزم على أنه تم تزويدِها بدوائرِ التفجيرِ قبلَ ثلاثةِ أيامٍ من التنفيذ، في حين لم نكن في وزارةِ الداخلية على علمٍ بموعد زيارة رئيس الوزراء لغزة بحسب قول البزم، "والتي أُبلغنا بها قبل 48 ساعةٍ فقط"، وهو ما يؤشرُ بأنّ المنفذين كانت لديهم معلوماتٌ دقيقةٌ ومسبقةٌ عن موعدِ الزيارة قبل علمِ وزارة الداخلية.
وجاء في البيان على لسان البزم ما يلي:
شكّل توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بتاريخ 12 أكتوبر من العام الماضي برعاية مصرية، محطةً هامةً على طريق إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتوحدت جهودُ كل الغيورينَ والحريصينَ على قضيتنا وشعبنا من أجل ذلك. ولكن يبدو أن هناك جهاتٍ مشبوهةً لم يرُق لها هذا الأمر، وبدأت تعملُ من أجل إفشالِ هذه الجهود، واستبقت تنفيذَ أولى خطواتِ المصالحة باستلام هيئةِ المعابر مسئوليتَها على معابر قطاعِ غزة بتاريخ 1 نوفمبر 2017، عبر اغتيال مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء توفيق أبو نعيم بتاريخ 27 أكتوبر 2017؛ بهدف خلطِ الأوراق وتعطيلِ عجلةِ المصالحة، إلا أن تلك الجهات فشلت في ذلك، حيث نجا اللواء أبو نعيم من محاولة الاغتيال، وكان الرد عليها بالاستمرار في تنفيذِ ما تم الاتفاقُ عليه، وجرى تنفيذ خطوةِ المعابر.
وقد بدأت الأجهزةُ الأمنيةُ في حينه بتحقيقاتٍ موسعةً، وبذلت جهوداً مضنيةً لكشفِ مُلابساتِ محاولة الاغتيال، إلا أنه ظهر أن الفاعلين نفذوا جريمتَهم بدقةٍ واحترافيةٍ، مما تطلبَ المزيدَ من الوقتِ للوصولِ إليهم.
وبتاريخ 13 من مارس الماضي تم استهدافُ موكبِ رئيسِ الوزراء رامي الحمد الله أثناء زيارتِه لقطاعِ غزة بتفجير عبوة أثناء مروره، وقد تمكنت الأجهزةُ الأمنيةُ بعد تحقيقاتٍ مضنيةً من التوصّل لمنفذي التفجير، وتم تعقّبُهم ومطاردتُهم ما أدى لمقتل المطلوب أنس عبد المالك أبو خوصة وأحد مساعديه، واعتقال مطلوبٍ ثالثٍ بعد استشهاد اثنين من ضباطِ الأجهزةِ الأمنية.
وقد شكّل ذلك مرحلةً جديدةً في مسارِ التحقيقات، والجهةِ التي تقفُ خلفَ تفجير الموكب، حيث تقاطعت تحقيقاتُ تفجيرِ الموكب مع تحقيقاتِ محاولة اغتيال اللواء أبو نعيم، وتبينَ أن الأشخاصَ الذين استهدفوا الموكب هم ذاتُهم الذين نفذوا محاولةَ الاغتيال، وقد استمرت جهودُ الأجهزة الأمنية في مواصلةِ التحقيقاتِ لتحديدِ الجهةِ التي تقفُ خلفَ هذه الخليةِ الإجراميةِ، وهو ما شكّل عملاً مُعقداً للوصول لذلك، وقد أسفرت التحقيقاتُ عن النتائجِ الآتية:
أولاً: ثبتَ من خلال التحقيقاتِ أن العبواتِ التي تم استخدامُها في تفجيرِ موكبِ رئيس الوزراء تمت زراعتُها قبلَ ثمانيةِ أيامٍ من دخولِ الموكب، وتزويدِها بدوائرِ التفجيرِ قبلَ ثلاثةِ أيامٍ من التنفيذ، في حين لم نكن في وزارةِ الداخلية على علمٍ بموعد زيارة رئيس الوزراء لغزة، والتي أُبلغنا بها قبل 48 ساعةٍ فقط، وهو ما يؤشرُ بأنّ المنفذين كانت لديهم معلوماتٌ دقيقةٌ ومسبقةٌ عن موعدِ الزيارة قبل علمِ وزارة الداخلية.
ثانياً: اتضح من خلال التحقيقاتِ أن مديرَ المخابرات اللواء ماجد فرج قد استقل نفس السيارةِ مع رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ولم يستقل سيارتَه الخاصة كالمُعتاد بالرغم من تواجُدها ضمنَ سيارات الموكب.
ثالثاً: قام المنفذونُ بتفجيرِ العبوةِ بعد أن تجاوزتها سيارةُ رئيسِ الوزراء وبصحبته مديرُ المخابراتِ بمسافةٍ آمنة، وقد وقعَ التفجيرُ مقابل سيارةِ اللواء ماجد فرج التي تواجد بها مُرافقوه وسياراتِ المرافقةِ الأخرى.
رابعاً: ثبتَ من خلال التحقيقات أن الجهةَ والأفرادَ الذين نفذوا استهدافَ موكبِ رئيسِ الوزراء هم ذاتُهم الذين يقفون خلفَ محاولة اغتيال اللواء أبو نعيم.
خامساً: تبيّن أن الجهةَ التي تقف خلفَ العمليتين كان لها دورٌ في أعمالٍ تخريبيةٍ سابقةٍ في قطاع غزة وسيناء، تحت غطاء جماعاتٍ تكفيريةٍ متشددةٍ تعمل من خلال ما يعرف "بالمنبر الإعلامي الجهادي" وهو منتدى خاصٌّ (مقيدُ الدخول) على الإنترنت تم تأسيسُه عام 2011 بتوجيه…