الحدث ــ محمد بدر
لم يعد القتل وحده قضية الرأي العام في قضية مقتل رائد الغروف في فندق الملينيوم، بل انبثق عن القضية، قضايا رأي عام أخرى.
بالأمس، عقدت عائلة سامح ناصر الدين، أحد المتهمين بالمشاركة بجريمة مقتل الشاب رائد الغروف، اجتماعا في الديوان الخاص بها في مدينة الخليل، ضم عائلات الخليل ككل، تعبيرا منهم عن رفضهم للتهم الموجهة لابنهم، ومن أجل التشاور مع باقي عائلات الخليل، في الكيفية التي من خلالها يمكن لهم أن يدافعوا عن "براءة" ابنهم.
عائلة ناصر الدين لم تكتف بهذا الاجتماع، بل أطلقت قبل الاجتماع بأيام صفحة على الفيسبوك باسم "سامح بريء"، ونشرت مضامين أكدت من خلالها على براءة ابنها.
96 ساعة تعذيب
الدكتور إبراهيم ناصر الدين، قال لـ "الحدث"، إن سامح لم يعترف بالتهم المنسوبة إليه خلال محاكمته، مؤكدا أنه تعرض لتعذيب شديد، أجبر من خلاله على الإعتراف بقضية لا صلة له فيها.
وطالب الدكتور ناصر الدين الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتدخل في القضية، مشددا على أن عائلة ناصر الدين تحترم القضاء الفلسطيني ومؤمنة به، معبرا عن يقينه بأن القضاء الفلسطيني سيكشف الحقيقة قريبا.
كما وأشار إلى أن عائلة ناصر الدين تنوي الإعتصام أمام محافظة رام الله، رفضا للتهم الموجهة لابنها، ومن أجل العمل على إحقاق الحق على حد وصفه، ورفضا للتعذيب الذي تعرض له سامح خلال فترة التحقيق معه.
من جانبه، قال شادي ناصر الدين، أحد أقارب المتهم سامح، إن القضية فيها ظلم كبير، وأن ما حدث مع سامح لا يمكن تصديقه، حيث تم تعذيبه بشكل بشع، وتم إجباره على الإعتراف خلال 96 ساعة، وانتهت معه التحقيقات خلال هذه الساعات، وتم تقديم ملفه للنيابة، بكل هذه السرعة بشكل يثير الغرابة.
قريب المتهم، أكد على أن الإجتماع في ديوان آل ناصر الدين، كان محاولة لإيصال صوت العائلة والتأكيد على مناصرتها لابنها.
لن يتم الاعتراف بالحق العشائري لعائلة الغروف
وأشار أحد المتحدثين باسم عائلة ناصر الدين للحدث، أنه لن يتم الإعتراف بأي حق عشائري لصالح عائلة المغدور الغروف، بدون ثبوت التهم على سامح، وبدون اعترافه بها.
مؤكدا أن اجتماع عائلات الخليل كان من أجل الإتفاق على آلية للتعامل مع أهل المغدور.
الحدث تابعت قضية الغروف منذ بدايتها، بعد مقتل الغروف بيوم واحد، صرح رئيس بلدية أريحا سالم غروف، للحدث، بأن المتهمين اعترفوا بفعلتهم أمام أهاليهم والوجهاء خلال زيارتهم لهم في السجن. حينها كان الحديث يدورعن ثلاثة متهمين وهم أمير ناجي وعادل صرصور وعزالدين البرغوثي.
فيما بعد حصلت الحدث على تفاصيل جديدة في القضية، تتعلق بالطريقة التي تم قتل الغروف فيها، وأشارت هذه التفاصيل بمجملها إلى أن الغروف تم إلقاؤه من إحدى غرف الفندق بينما لم يكن قد فارق الحياة على إثر طعنة في يده وعنقه بأداة حادة.
القضية عادت للواجهة من جديد، بعد الإعلان عن اعتقال الأجهزة الأمنية وفي إطار تحقيقاتها في القضية، كلا من جورج خوري صاحب شركة حراسات، ورئيس مجلس إدارة فندق الملينيوم أمير الدجاني، ومسؤول أنظمة الحاسوب في الفندق سامر قسيسة، بالإضافة لمسؤول شؤون الموظفين سامح ناصر الدين.
يشار إلى أن النيابة العامة أعلنت يوم الاثنين الماضي، في بيان لها، عن انتهاء التحقيقات في القضية، وإحالة خمسة من المتهمين لمحكمة الجنايات الكبرى، وهم: أمير ناجي، وعزالدين البرغوثي، وعصام ناجي، وعادل صرصور، وسامح ناصرالدين.