الحدث- محمد غفري
يقال في موروثنا الفلسطيني الثقافي، إن أجدادنا القدماء كانوا يصفون شتوة شهر نيسان أنها "تحيي الإنسان"، في إشارة إلى أهمية هذه الأمطار إليهم.
وشهدت نهاية الأسبوع الماضي، حالة من عدم الاستقرار الجوي، رافقتها حالة هطول عنيف للأمطار خلال فترة زمنية قصيرة، تسببت بفيضانات وسيول وأضرار جسيمة في الممتلكات والأرواح.
وبالرغم من ذلك، أكد مدير محطات الرصد الجوي في الأرصاد الجوية الفلسطينية محمد أبو بكر، أن الأمطار الأخيرة كانت إيجابية بشكل عام، مشيراً إلى المثل الفلسطيني الشائع "شتوة نيسان بتحيي الإنسان".
ويتفق مدير عام الإرشاد والتنمية الريفية في وزارة الزراعة الفلسطينية م. صلاح البابا مع أبو بكر حول الآثار الإيجابية لكميات الأمطار الأخيرة، وبشكل خاص على القطاع الزراعي.
وفي التفاصيل، وصف أبو بكر من الأرصاد الجوية في حوار مع مراسل "الحدث"، أن ما حصل نهاية الأسبوع الماضي، هو حالة من عدم الاستقرار الجوي، تحدث عادة في فصل الربيع، الذي يشكل مرحلة انتقالية بين فصلي الشتاء والصيف.
وأوضح أبو بكر، أنه في فصل الربيع تكون هناك أيام تشبه أيام الصيف، وفي المقابل بعض الأيام تكون شتوية، وهذه هي حالة عدم الاستقرار الجوي، حيث تنشط فيها ما تعرف بالمنخفضات "الخماسينية".
إيجابيات وسلبيات
أبو بكر قال إن الأمطار الأخيرة كان لها آثارا إيجابية من حيث رفع منسوب خزان المياه الجوفي، وأيضاً كانت لها آثارا إيجابية، على بعض المزروعات وبشكل خاص الأشجار.
في حين كان للمنخفض الأخير وشدة هطول الأمطار أثارا سلبية على بعض المزروعات الحقلية، مثل القمح والشعير والخضار، لأنها تسبب بعض الأمطار والتعفن، عدا عن آثار تشكل السيول.
أما ما يتعلق برأي وزارة الزراعة حول أثار الهطول المطري الأخير، فقد كان متوافقاً مع ما تحدثت به دائرة الأرصاد الجوية على لسان محمد أبو بكر، حيث قال مدير عام الإرشاد والتنمية الريفية في وزارة الزراعة الفلسطينية م. صلاح البابا، إن أي كمية من الأمطار تكون بالمجل ذات فائدة.
وأوضح البابا في تصريح لـ"الحدث"، أن الأمطار في شهر نيسان دائماً ما تحيي الإنسان كما يقال في المثل الشعبي، حيث جاء المنخفض الأخير بعد فترة انقطاع طويلة للأمطار وفترة جفاف في شهر آذار.
وأكد البابا، أن الهطول الأخير ساهم في تحسين الوضع المائي ورفع منسوب المياه الجوفية، وتسبب بفوائد إيجابية كبيرة بالمقارنة مع السلبيات الناجمة عنه.
أما الآثار السلبية، فكانت أكثر على المحاصيل الحقلية مثل القمح والشعير، التي شارفت هذه الأيام على موسم الحصاد، وتتعرض إلى التعفنات، كما ذكر م. صلاح البابا.
وأضاف، أن الآثار السلبية كانت أيضاً بسبب ارتفاع الرطوبة والحرارة، وهو ما يتسبب ببعض الأمراض الفطرية على الخضار المكشوفة.
ومن بين الأضرار السلبية، هو سقوط بعض الثمار في مناطق جنوب الضفة بسبب شدة هطول الأمطار.
ولكن البابا، أكد أن هذه الأضرار غير اقتصادية، وحذرت الوزارة مسبقاً منها ونشرت إرشادات للمزارعين للتعامل معها وتفادي الأضرار قبل وبعد المنخفض.