السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

قلنديا.. قرية فلسطينية صغيرة يهدد الاحتلال بإبادة نصفها (صور, فيديو)

2018-04-30 01:29:43 PM
قلنديا.. قرية فلسطينية صغيرة يهدد الاحتلال بإبادة نصفها (صور, فيديو)
مدخل قرية قلنديا شمال القدس المحتلة (تصوير: محمد غفري)

 

الحدث- محمد غفري

في الطريق إلى مدينة القدس المحتلة، عبر "بوابة القدس الشمالية" تمر بأشجار الزيتون المعمر، وعشرات المنازل المتناثرة على جانبي الشارع المعبد حديثاً، منازل شيدت بكل الحب وألوان الزهور، في قرية قلنديا الفلسطينية، حتى تصطدم ببوابة جدار الفصل والتوسع العنصري، وتعود أدراجك من حيث جئت.

تهدد سلطات الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام، بإبادة نصف منازل قرية قلنديا، بذريعة البناء دون ترخيص، ويلفها جدار الفصل العنصري من جهات ثلاث، ومن خلف الجدار تنفث منطقة عطروت الصناعية سمها تجاه أهالي القرية.

60 دونم للبناء في قلنديا

يقول رئيس مجلس قروي قرية قلنديا السيد رأفت عوض الله، إن مساحة أراضي قرية قلنديا التاريخية كانت تبلغ 3480 دونم، لم يتبق منها حتى اليوم سوى 800 دونم، لا يسمح الاحتلال إلا بالبناء فوق 60 دونماً تقع ضمن مناطق الأراضي (B)، التابعة إدارياً للسلطة الفلسطينية.

وأوضح عوض الله لـ"الحدث"، أن ما تبقى من أراضي القرية (800 دونم) لم يلتهمها جدار الفصل العنصري، ولكنها تصنف إلى ثلاثة تصنيفات، حيث تقع نصف أراضي القرية ضمن منطقة نفوذ بلدية الاحتلال الإسرائيلي، وما تبقى منها هي أراضي تقع ضمن منطقة (C)، و60 دونماً تقع ضمن مناطق (B).

لذلك أكد عوض الله، أن المساحة التي يسمح بالبناء فيها داخل قرية قلنديا هي فقط 60 دونماً، بعضها أراضي تتبع للمقبرة، ومنازل قديمة.

نصف القرية مهدد بالهدم

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت قرية قلنديا يوم الثلاثاء الماضي، ووزعت 15 أمراً بالهدم، وتضاف أوامر الهدم هذه إلى 35 وحدة سكنية هدمها الاحتلال عام 2016.

وبحسب رئيس مجلس قروي قلنديا، فإن نصف منازل القرية باتت مهددة بالهدم، وبالتالي تشريد نصف سكان القرية، البالغ عددهم نحو 1300 مواطن.

وأكد عوض الله، أن بلدية الاحتلال تمنع المواطنين من البناء في مساحة الأراضي التابعة لنفوذها، كذلك تمنع الإدارة المدنية الإسرائيلية المواطنين من البناء في المناطق (C).

الأمر لا يقتصر على الهدم

قرب جدار الفصل العنصري، تتناثر ركام المنازل التي هدمها الاحتلال الإسرائيلي قبل عامين، وشرد ساكنيها إلى منازل أقاربهم.

لكن سطوة الاحتلال الإسرائيلي على أهالي قرية قلنديا لا تقتصر فقط على هدم المنازل بذريعة البناء دون ترخيص.

في السياق، أوضح رئيس المجلس لـ"الحدث"، أن قرية قلنديا لا تبعد عن مدينة القدس سوى 11 كيلو متراً، ولكن بسبب بناء الجدار الفاصل، بات الأهالي يحتاجون إلى 4 ساعات للوصول إلى مدينة القدس.

وأضاف عوض الله، أن جدار الفصل صادر غالبية أراضي القرية، ويحرمهم الاحتلال أيضاً من استخدام 70 متراً من الأراضي المحاذية للجدار داخل القرية على طول امتداده.

وبالإضافة لذلك، شيد الاحتلال منطقة عطروت الصناعية، التي تسبب تلوث بيئي يطال أراضي وسكان قرية قلنديا، عدا عن ضوضاء الآلات الصناعية.

استخدام الأراضي والوصول للمنازل الواقعة خلف الجدار تحتاج هي الأخرى إلى موافقة من قبل سلطات الاحتلال، بحسب عوض الله.

مواجهة قرارات الاحتلال

وبالرغم من كل هذا، أكد رأفت عوض رئيس المجلس على صمود أهالي القرية في مواجهة قرارات الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار عوض الله، أنهم بصدد التوجه إلى المحاكم الإسرائيلية في سبيل مواجهة قرارات الهدم، وهم بانتظار قرار محكمة الاحتلال يوم الخميس القادم، التي ستنظر في قرارات الهدم الأخيرة.

عدا عن ذلك، واصل أهالي قرية قلنديا لأشهر طويلة الاعتصام الأسبوعي، وأداء صلاة الجمعة على أنقاض المنازل التي هدمها الاحتلال الإسرائيلي قبل عامين.

إذا هي مواجهة مفتوحة بين احتلال حشر 1300 مواطن فلسطيني على مساحة 60 دونماً، وبين من يصر على بلوغ القدس من على امتداد أراضي قريته التاريخية.

وفيما يلي مزيد من التفاصيل في هذا الفيديو، والصور التي توضح ما ذكر أعلاه: