الحدث ــ سجود عاصي
خمسون مرحلة وسينتهي مصيرك بالانتحار، تلك مراحل الضحايا من التسلية إلى الموت من خلال لعبتي مريم والحوت الأزرق في البلدان العربية والتي كان آخرها في مصر.
مريم، هي تلك الفتاة التي تاهت عن منزلها، وتطلب المساعدة منك لكي تعود لمنزلها مرة أخرى، وخلال رحلة عودتها للبيت تبدأ مريم بطرح مجموعة من الأسئلة الخاصة. بعد ذلك تطلب منك مريم الدخول لغرفة معينة لكي تتعرف على والدها، لتتفاجأ بأنك في سجن افتراضي وتستكمل أسئلتها بعد 24 ساعة.
ويكمن خطر اللعبة في اعتمادها على جمع المعلومات الشخصية من خلال طرح مجموعة من الأسئلة لعودة الطفلة اللعبة "مريم" التائهة إلى منزلها، وتتم مطالبة اللاعبين بالإجابة على مجموعة من الأسئلة الشخصية والخاصة.
كما وأنها تعتمد على أجواء مليئة بالغموض والمؤثرات الصوتية والمرئية التي تسيطر على طبيعة اللعبة، وتثير في الوقت ذاته الخوف والرعب في نفوس المستخدمين.
وخلال هذه المراحل تتأثر شخصية الطفل حيث يبدأ بسلوك تصرفات غريبة والنهوض باكراً على غير العادة والعزلة والرغبة في البقاء وحيداً وذلك حسب تقارير لمؤسسات حماية الطفولة في العديد من دول العالم.
مريم في غزة
يقول (أ .ر ) من خانيونس إنه دخل المنزل ووجد شقيقته ذات الـ 15 عاما تحمل سكينا،وما إن كاد يحز جسدها حتى توقف الزمن لتتحرر اخته من قيود الفكرة بالانتحار.
يقول شقيق إحدى ضحايا لعبة مريم، إن شقيقته حاولت الانتحار ودخلت في حالة نفسية غريبة وغامضة بسبب هذه اللعبة، وشقيقته ليست الأولى، فهناك على حد قوله سبع حالات انتحار لمراهقين وأطفال تمت في قطاع غزة بسبب لعبتي مريم والحوت الأزرق، الأمر الذي لاقى تعتيما إعلاميا.
وكانت شقيقة (أ.ر) قد دخلت إلى هذه اللعبة بعد مشاهدتها لمقاطع فيديو على موقع يوتيوب حيث ظهر لها إعلانا للعبة.
وطالب شقيق الطفلة بعدم الإفصاح عن اسمه لخصوصية الموضوع، وأكد بأن إفصاحه عن الحادثة كان بهدف استدراك خطورة هذه الألعاب ووضع حد لها.
وشدد على ضرورة وضع حد لهذه اللعبة من قبل وزارة الاتصالات الفلسطينية حتى لا تحصد أرواح الأطفال والمراهقين في الأراضي الفلسطينية.
ويؤكد، أن الصحة بدورها لا تقدم علاجا نفسيا كافيا لهذه الحالات، وكل ما تقوم به هو إعطائهم جرعات مهدئة، والبعض ممن تعرض أبنائهم لمحاولات الانتحار بسبب هذه الألعاب، يعالجون عند أحد الشيوخ في القطاع الذي يؤكد وفق (أ.ر) أنه يعالج عددا من الحالات لذات السبب.
وفي السياق، قال مدير دائرة الصحة النفسية في الهلال الأحمر الفلسطيني فتحي فليفل، والحاصل على دكتوراة في العلاج النفسي باستخدام الفنون أو ما يعرف بالعلاج التعبيري، إن هذه الألعاب تلعب دورا إيحائيا للأطفال وتخلق لديهم تصرفات غير واعية قد تؤدي أحيانا إلى الانتحار، وهم كأطفال ومراهقين لا يفكرون بخطواتها ومراحلها كأساليب تقود إلى الانتحار، والتي توجههم وبدون وعي منهم وبشكل غير واعي يتبعون توجيهات اللعبة.
وكما وأكد أن الأطفال عند إقدامهم على تنفيذ الخطوات التي تقود إلى الانتحار هم غير قادرين على استكشاف الأحداث المستقبلية، وبذلك فهناك خطوات أربع للحد من تأثيرها، وبحسب فليلفل تكمن في المتابعة الدائمة للأبناء، والحوار المتواصل فيما بين الآباء وأطفالهم، ورفع وعيهم تجاه موضوع الإيحاءات وتأثيرها اللاواعي وغير المباشر، إضافة إلى الإطلاع والبحث في طبيعة الألعاب التي يستخدمونها وبشكل لطيف.
بدورنا توجهنا إلى مدير عام الاتصالات في الوزارة ، والذي أكد على أن الوزارة لم تصدر أية تعليمات بشأن لعبتي الحوت الأزرق ومريم ولا يمكنها التصريح بأي شيء حولهما.
واكتفت وزارة الاتصالات الفلسطينية، بالتحذير من الألعاب الإلكترونية ومخاطرها على الأطفال والتي أدت إلى عدد من حالات الانتحار حول العالم، في بيان لها صدر يوم التاسع والعشرين من نيسان الماضي.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أن الدراسات تؤكد مخاطر العديد من الألعاب على تماسك الأسرة وعلى السلوك ونمط التفكير، ولا بد من مراقبة الأهل لأبنائهم في كل ما يتعلق بالأجهزة الذكية، لاسيما التطبيقات والتي باتت سلاح ذو حدين وبحاجة إلى مراقبة وتوجيه وتوعية.