الحدث- ريم أبو لبن
"جئنا لمعرض الكتاب الدولي لنحمل الكتاب لا السلاح". هذا ما قاله لـ"الحدث" الرائد في الأمن الوطني راشد حامد، وهو مدير وحدة البحوث والدارسات، ومدير مكتبة فريق عبد الرازق المجالي، من أمام منصة قد خصصت ولأول مرة لاستحضار مكتبة قوات الأمن الوطني في معرض فلسطين الدولي الحادي عشر للكتاب والذي اطلقت فعالياته الخميس الماضي خارج أسوار "المكتبة الوطنية" برام الله.
قال الرائد حامد ومن أمام المنصة: " مكتبة قوات الأمن الوطني تشارك لأول مرة في معرض فلسطين الدولي، لاسيما وأنها شاركت بالكثيرمن الفعاليات والأنشطة الخارجية في مجال المكتبات والمعلومات".
وأضاف : " لم يكن لدينا الجاهزية للمشاركة على المستوى الداخلي"
"ايه ...أمن وطني !". هكذا ابدا أحد زوار المعرض استغرابه عند لقاء عناصر من الأمن الوطني وهم يرتدون زيهم العسكري ويمعنون نظرا في كتب لا تتحدث عن حوارات مع السادات فقط وأنما هناك الروايات والحكايات المخبأة والرحلات في قلب السراب الفلسطيني، والحنين إلى قصص الطفولة وخبايا الطبخ.
" أنا أتوقع ردات الفعل هذه، وندركها حتى دون أن يتحدثو ". هكذا علق الرائد حماد مبتسماً عند سؤاله عن ردات فعل البعض المائلة للاستغراب من رؤية منصة في معرض للكتاب وتحمل اسم " الأمن الوطني".
وأضاف : " واجهت ردات فعل سلبية أيضا من قبل مختصين في مجال المكتبات والمعلومات، حيث يعلقون : انت تمتلك الأمن وتريد امتلاك المكتبات أيضا؟ نحن لا نروج لحزب معين، نحن نقدم خدمات مجتمعية فقط".
واستكمل حديثه : "هي فكرة حديثة ونادرة في الوطن العربي حتى في العالم، ومع الوقت سوف يعتادون عليها".
أضاف : " هي فكرة تتسم بالجرأة، بأن يمتلك جهاز أمن وعسكري مكتبة ليسوق من خلالها أفكاره، غير أن المكتبة تتضمن محتويات لا تتوفر في السوق الفلسطيني وتم اقتنائها من دول عربية، وهي متاحة للجميع من خلال الاستئجار ودون أي مقابل مادي".
يذكر أن مكتبة قوات الأمن الوطني والتي مر على نشأتها خمس سنوات، تتضمن مكتبة إلكترونية أيضا بجانب البحوث والدراسات، إلا أن التصفح الإلكتروني غير متوفر بالمجان كما المكتبة، وهو غير متاح إلا لأشخاص يمتلكون حسابا الكترونياً، ويخضعون لنظام معين.
وفي معرض المشاركة لأول مرة في المعرض الدولي للكتاب، وبحسب ما أوضح حماد، فإن الهدف من المشاركة في معرض فلسطين الدولي الحادي عشر للكتاب يدور حول تقديم الخدمة للجمهور بعيداً عن تحقيق أي مكاسب مادية، لاسيما وأن الأفراد يستطيعون اقتناء الكتب بالاستئجار دون مقابل مادي.
قد يغلب على عقولنا كفلسطينين مصطلح " القوة الخشنة"، وهي نمطياً قد ارتبطت بأجهزة الأمن، وبهذا فقد اعتدنا على رؤيتهم خلف الصفوف المنضبطة يؤدون التحية العسكرية، ويتفنون في اقتناص اللحظات وأداء واجبهم المهني والعسكري. واليوم نشاهدهم يحملون الكتب بدلاً من السلاح، وبها رسالة لبناء جسور من الثقة والشراكة مع المجتمع المدني بحسب ما أوضح الرائد حماد.
في ذات السياق، قال حماد : "اليوم يعزز مفهوم الأمن لخدمة الجمهور، ففي السابق اقترن مفهومه بـ السلطة أو القوى الخشنة، واليوم نستخدم مصطلح " القوى الناعمة" وبها دلالة للتواصل مع أبناء المجتمع لبناء جسور من الثقة ما بين المجتمع والأمن".
وعند سؤاله عن ارتداء زي الأمن داخل المعرض، أجاب حماد وهو ينظر للشارة : " نردتيه بهدف ايصال الفكرة، ولم يتحقق الهدف أن ارتدينا اللباس المدني".
وقال : "ونقول لهم من هذا المنبر : (نحن نحمل الكتاب، وليس السلاح)"