الحدث ــ محمد بدر
"خلال مكالمة هاتفية بين عميل وضابط مخابرات، استفز ضابط المخابرات قول العميل إنه لم يصل للمكان المحدد، تذرع العميل بأنه كان يدّخن السجائر وأن ذلك استغرق معه وقتا وبسبب ذلك تأخر.. ردّ ضابط المخابرات على العميل بكل حزم وقسوة.. إلى جانب ضابط المخابرات كان يقف يوأف مردخاي، حينها؛ قال للضابط: إنه لا يكفي أن تعرف اللغة العربية لكي تعمل ضابطا للمخابرات، عليك أن تتعرف على الثقافة العربية لأنه أراد من حديثه أن يوصل شيء وأنت قمت بتفسير الأمر بشكل مختلف"، بهذه القصة بدأ موقع ويللا العبري تقريره حول حياة منسق نشاطات حكومة الاحتلال السابق يوأف مردخاي.
وبحسب التقرير فإن مردخاي من مواليد أحد أحياء القدس التي يسكنها فلسطينيون وإسرائيليون، وفي عام 1982 التحق مردخاي بالكتيبة 51 من فرقة جولاني في جيش الاحتلال، بعدها التحق بدورة للضباط، وأصر على أن يكون ضابط مخابرات وكان شديد الإلحاح على قادته العسكريين لكي يمكنوه من العمل في مجال الاستخبارات، وبالفعل تم تعيينه مسؤولا عن استخبارات الكتيبة التي يعمل فيها، قبل أن ينتقل للعمل في الوحدة الاستخباراتية 504، وهي وحدة استخباراتية تابعة للاستخبارات العسكرية تعنى بالتجسس على الدول العربية والقيام بعمليات خاصة منها التحقيق مع المعتقلين.
مردخاي تخرج من مدرسة "أولبان" للخدمات الأمنية، وفي هذه المدرسة يخضع الطلبة لشروط وظروف حياة المجتمعات الإسلامية ويتعلمون العادات والتقاليد الإسلامية والعربية ويعايشونها كذلك. وفي بداية مسيرته الأمنية كان مردخاي يسعى لتجنيد عملاء في لبنان ونجح في تجنيد أحد الشبان الشيعة، قبل أن يطلب منه الانخراط في صفوف حزب الله، وعندما اكتشف أمره، هرب العميل إلى إسرائيل.
وانتقل مردخاي للعمل في إطار الوحدة 504 من لبنان إلى الضفة الغربية، وفي انتفاضة الأقصى الثانية حاول مردخاي إحباط العمليات الفدائية من خلال محاولة الوصول لمعلومات أولية عن كل ما يخطط له فلسطينيا، وعن أكثر المواقف ألما بالنسبة له هو مقتل ضابط مخابرات إسرائيلي في بيت لحم على يد "عميل مزدوج"، حيث كان هذا الضابط يريد مغادرة الخدمة ومردخاي من أقنعه بالبقاء.
بعد سنوات من العمل الاستخباراتي والأمني في مدن وقرى الضفة تحت مسمى "كابتن أيوب"، انتقل مردخاي للعمل في مكتب التنسيق الأمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولأول مرة كشف عن اسمه الكامل، ولم يعد يتعامل من خلال اسمه الرمز "كابتن أيوب".
ويعتبر مردخاي أن صفحته على الفيس بوك أداة إستراتيجية يستطيع من خلالها الوصول للساحة الفلسطينية والعربية بشكل مباشر.
وفي عام 2007 تم ترقيته ليصبح رئيسا للإدارة المدنية، وأقام علاقات كبيرة مع مسؤولين فلسطينيين من خلال موقعه، وفي عام 2014 تم تعيينه منسقا لأعمال حكومة الاحتلال، وكان اقتراحه في كل مرة أن تكون العلاقة مع الإعلام وخاصة العربي قوية جدا.