الحدث ــ محمد بدر
نشر موقع ويللا العبري تقريرا حول أكاديمية المخابرات الإسرائيلية لتعليم اللغة والثقافة العربية، ترجمته الحدث، وجاء فيه:
يجيدون الغناء مع فيروز ويعرفون من هم نجوم "أراب أيدول" وأين يجب أن يوضع فنجان القهوة، لقاءات مع الجيل الثاني من الشاباك.
بدأ "أ" يومه بشكل اعتيادي روتيني، "أ" ضابط المخابرات المسؤول عن تشغيل العملاء في منطقة الخليل، بينما كان في طريقه وحارسه لمقابلة عميل سري. عميل آخر يتصل ليبلغ الضابط بأن نزاعا عشائريا وقع في حيه وأنه تم استخدام الأسلحة النارية، العميل أيضا أبلغ الضابط بأن أحد جيرانه قام مؤخرا بشراء متجر للهواتف المحمولة، في رأس "أ" اشتعلت بعض الأفكار حول الموضوع، هذا الشخص يبلغ من العمر 26 عاما وهو من المقربين من حماس، والسؤال الذي دار في ذهنه من أين جاء بالمال وهو يقضي طوال وقته بالمسجد؟ وبناء على ذلك طلب الضابط من عملاء آخرين تكثيف العمل لمراقبة المشتبه به.
بعد أربعة أيام، جاءت معلومة جديدة للضابط "أ" مفادها أن الشاب وعدد من أصدقائه قاموا بحلق لحاهم، وعلى الفور قام الشاباك بتحليل هذه المعلومات وتم اتخاذ قرار باعتقال الشبان، وتم إخضاعهم لتحقيق في أروقة الزنازين، وتم عزلهم عن بعضهم البعض، في البداية رفضوا التعاون والإعتراف بأي شيء، فيما بعد انهار أحدهم واعترف بأنهم كانوا يخططون لتنفيذ عملية ضد إسرائيليين وجنود إسرائيليين، ومن ثم الإختفاء في مغارة في منطقة الخليل، بذلك نجح ضابط الشاباك والمحققون في إحباط عملية خطيرة.
هذه القصص ليست غريبة ولا حتى استثنائية على عمل ضباط المخابرات، وهذه ليست المرحلة الأولى من عملهم، فالمراحل الأولى من عملهم هي مرحلة تجنيد العملاء، وقبل تجنيد العملاء وقبل البدء في العمل في هذا المضمار، فإنه من المهم الحديث عن المحطة الأولى في كل شيء، والتي تتم في "أكاديمية اللغات التابعة لجهاز الأمن العام الشاباك".
هذه الأكاديمية والتي يطلق عليها "الأولبان"، تم إنشاؤها بعد حرب 1967 ونقل المسؤولية عن المناطق المحتلة إلى جهاز الأمن العام الشاباك، واكتسبت الأكاديمية مكانة عالية على مر السنين بين مؤسسات الاستخبارات الأجنبية، وتعلم جيل كامل من الشاباك والموساد وغيرها من الوحدات في أكاديمية المخابرات باللغة العربية، وتعلموا كذلك ثقافة وعادات ومفاهيم الشباب الفلسطيني بشكل خاص والشعب الفلسطيني بشكل عام، حتى طبيعة المكان (الأكاديمية) تحاكي طبيعة مجتمع عربي.
ويروي مسؤول الشاباك الأسبق يعقوب بري، قصته مع الشاباك، فيقول "لقد قُبلت للعمل في جهاز الأمن العام (الشاباك) في مارس 1966، كان والدي عراقيا، وسكنت بالإضافة لذلك في مناطق عربية في شمال البلاد، ومن ثم وبعد افتتاح أكاديمية تعليم العربية لأغراض مخابراتية، كنت طالبا هناك، وفي الجولة الأولى كان هناك 15-20 طالبًا، و"كان مدير الأكاديمية الدكتور أبراهام، وهو خبير لغة، وكنا ندرس في كل يوم من الساعة 8:30 حتى منتصف الليل من كل أسبوع حتى الجمعة ولمدة نصف عام. كانت الدراسات مكثفة جدا، تعلمنا الأدب العربي والنطق السلس باللغة العربية، وكيفية الاستماع إلى الراديو باللغة العربية. شاهدنا التلفزيون باللغة العربية وقرأنا الصحف.. هذه ليست عملية بسيطة". وأضاف أن "الدورة كانت شاملة ومركزة للغاية، وكل يوم جمعة كنا نجتاز اختبارًا وكنا نقوم بجولات تدريبية في القدس الشرقية".
آفي ديختر مسؤول الشاباك الأسبق يقول: "كان لدينا مدرس تعلمنا من خلاله الاختلافات بين المناطق واختلاف اللكنات، وقد ساعدنا النشاط في الميدان كثيرًا. وأصبحنا قادرين على التمييز بين فلسطيني من قلب رام الله وفلسطيني من الجزء الشمالي الغربي من رام الله، وما زلت أستخدم اللغة العربية حتى يومنا هذا، حتى أن البعض يعتقد أنني لبناني ".
ويقول ضباط كبار في الشاباك سابقا: "في التسعينيات كان هناك تغيير في هذه العملية الدراسية، حيث تقرر الجمع بين كلية التدريب وكلية دراسات الشرق الأوسط، وتعميق البحث في الإسلام من ناحية نظرية وعملية والتعمق في خصائص الدين وشرح المعلومات، هذا التعمق في الوعي الديني يساعد في وقت لاحق للوصول إلى قلب معتقل أو فلسطيني ليصبح جاسوسا، فمن المهم إنشاء علاقة قيمية مع الشخص المعني حتى تصل لقلبه".