الحدث- ريم أبو لبن
" المواطن حزبون تواجد في منطقة يمنع السباحة فيها وهي مغلقة تماماً، كيف تمكن من دخولها واختراق المكان؟" هذا ما أكده لـ"الحدث" المهندس جورج باسوس وهو مدير عام مركز برك سليمان وقصر المؤتمرات.
" برك سليمان مغلقة ..ما حدث اختراق"
وقال باسوس موضحاً التفاصيل : " برك سليمان العليا والتي تواجد بها حزبون، هي برك مغلقة بشكل تام ويمنع فيها السباحة، وهي محاطة بسياج (شيك) مرتفع يصل ارتفاعه إلى 2 متر بجانب شيك شوكي خارجي، ويوضع فيها اليافطات المحذرة للسباحة".
وفي معرض التساؤل عن إمكانية دخول حزبون لمنطقة البرك العليا والسباحة فيها، قال باسوس: " لا يمكن لأحد دخول المنطقة كيف تمكن حزبون من الدخول؟ البرك مغلقة، وما حدث هو اختراق للمكان، ولم يتواجد في المناطق المأهولة بالزوار، بل ذهب لمكان مغلق".
واستكمل حديثه : " نحن ننتظر نتائج التحقيق، والنيابة العامة أبلغتنا في بادئ وقوع الحادثة بأنه غرق طبيعي بإرادة ذاتية ".
وفي سياق متصل، أكد الناطق الناطق الرسمي باسم الشرطة الفلسطينية لؤي ارزيقات لـ"الحدث" بأن جثة المواطن حزبون تخضع للتشريح، ولم تظهر النتائج بعد.
الدفاع المدني : وجدنا جسده كالحجر
وكانت طواقم الدفاع المدني والشرطة الفلسطينية قد عمدت البارحة على انتشال جثة المواطن مايك كرم حزبون (39) عاماً من بيت لحم، اثر تعرضه للغرق في برك سليمان الواقعة جنوب بيت لحم بحسب ما أوضحت المصادر الأولية، لا سيما وأنه وجد وهو يرتدي ملابسه العادية (القميص والبنطال).
بالعودة إلى نقطة البداية، أي العثور على جثة حزبون تطفو على سطح البركة. أوضح مصدر خاص لـ"الحدث" بأن الدفاع المدني قد تلقى يوم السبت الماضي بلاغاً في الساعة الخامسة مساءاً ومن قبل رجال الأمن العاملين في بركة سليمان، بتعرض أحد المواطنين للغرق في البركة، لاسيما وأنه عمد أحد المنقذين التابع للدفاع المدني بقص جزء من السياج لكي يتمكن من الوصول إلى الجثة.
وقال المصدر التابع للدفاع المدني: " وجد وهو يطفو على سطح الماء، ورأسه إلى الأسفل، وجسده متحجر كالصخر، وكان متوفى، حيث غرق في الجزء العميق من البركة".
أضاف : " لم يكن ببنطاله سوى مفتاحين معلقين بميدالية، ولم يكن معه أي أوراق تثبت هويته".
واستكمل حديثه : " كان جميل الهندام، يرتدي قميصاً أزرقا سماويا، وبنطالا غامقا مشدودا بـالحزام ب(السير)، وبيده ساعة، وحذائه جميل... ولم أتعرف عليه وفقط اشتبهت به".
ويذكر أن حزبون يعمل كموظف لدى مكتبة جامعة بيت لحم منذ نحو عشر سنوات، كما أنه يعمد على تدريب بعض الطلبة في المجال المكتبي، وهو مسؤول عن الخدمات الرقمية لديها بحسب ما أكده لـ"الحدث" جورج رشماوي العامل في قسم العلاقات العامة والإعلام في جامعة بيت لحم.
قال رشماوي: "حزبون، شخص هادئ وودود، وهو بطبعه مسالم، ولا يثير المشاكل، وهذا ما عرف عنه".
لنعود قليلاً لعام 2009 وفي حادثة مماثلة لفقدان حزبون ولكن قبل وضع السياج المحيط بالبركة، حيث عمد عشرات المواطنين من أهالي بيت لحم إلى الاعتصام أمام محكمة الصلح في مدينة بيت لحم لمطالبة الجهات الرسمية بمحاسبة المسؤولين والمتسببين بوفاة الطفلين (محمود مكاوي، وعز الدين ضراغمة) غرقاً في برك سليمان الواقعة جنوب بيت لحم.
" سنوياً كانت تقع حادثة مشابه في برك سليمان، ولكن بعد وفاة الطفلين، تم اتخاذ التدابير اللازمة ووضع السياج للحماية". هذا ما أكده لـ"الحدث" المصدر التابع للدفاع المدني.
إذا وبعد وقوع حادثة سابقة، تم اتخاذ التدابير لدى برك سليمان منعاً من تكرار وقائع قد تؤدي بحياة سكان أهالي بيت لحم وزوارها. ولكن ما حدث هو حادثة جديدة قد أودت بحياة حزبون، ولم يغلق ملفها بعد، والعائلة تنتظر التحقيق والوقوف على ملابساتها.