الجمعة  29 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترامب وإسرائيل متفقان: ضرب إيران الآن أفضل من بعد عشر سنوات

2018-05-08 10:57:08 AM
ترامب وإسرائيل متفقان: ضرب إيران الآن أفضل من بعد عشر سنوات
الرئيس الامريكي ترامب ونتنياهو

 

الحدث- عصمت منصور

كتب أوري نهاري تحليلا عن احتمالية ضرب إسرائيل لإيران نشرته - موقع واللا الإخباري، والذي ترجمته الحدث.

نص التحليل مترجما: 

سيعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء الساعة التاسعة مساء قراره بشأن الاتفاق النووي الإيراني وكل قرار سيتخذه سيكون له دلالات وانعكاسات مختلفة وسيناريوهات لدى كل الأطراف ذات الصلة بالموضوع، والتي تحاول أن تمارس تأثيرها على قرار ترامب بدءا من الرياض وصولا إلى القدس  ومن طهران الى واشنطن وبيونج يانج وموسكو وبروكسيل وبرلين ولندن وباريس.

من الصعب التنبؤ بكل ما يتعلق بالمستقبل وفق ما مقولة تشرتشل، إلا أننا سنحاول أن نتخيل السيناريوهات الأكثر منطقية.

هناك سيناريوهين يمكن إخراجهما من التداول فورا، الأول: إعلان ترامب بأنه اقتنع بصفاء نية إيران  من خلال أوروبا والصين وروسيا، وبالتالي الإبقاء على الاتفاق كما هو وعدم ممارسة ضغوط على إيران.

الثاني، هو نجاح ترامب في إقناع الدول الموقعة على الاتفاق  وهي بريطانيا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا بأن الاتفاق سيء وأنه الأسوأ في تاريخ الدبلوماسية، وبالتالي يجب تمزيقه والعودة إلى العقوبات.

بقي لدينا فرضيتين أساسيتين، وهما بقاء ترامب أو خروجه من الاتفاق، مع الأخذ بالاعتبار أنه يميل هو ومستشار الأمن القومي ووزير الخارجية إلى الخروج.

إذا ما قرر ترامب الحفاظ على الاتفاق؛ فإنه لن يبقيه بصبغته الحالية، حتى لو لفترة انتقالية. ومقابل بقاءه سيطلب على الأقل من أوروبا إدخال تغييرات جذرية على الاتفاق، وتحديدا في بند (غروب الشمس) الذي يتيح لإيران تخصيب اليورانيوم اعتبارا من  2025 ، وزيادة الرقابة على مشروعها.

هذا مطلب واقعي لكن ليس إلى درجة كبيرة، لأن روسيا والصين ترفضان إدخال أي تعديلات على الاتفاق، وأوروبا نوهت لترامب أن إيران التزمت ببنوده. ماذا تبقى إذاً؟ أن تحاول أوروبا التوسط لدى إيران لإقناعها بالقبول بالمزيد من القيود مقابل بقاء الولايات المتحدة وتعهد أمريكي بعدم فرض عقوبات مستقبلية عليها، خاصة أن هذه العقوبات ستمس بشركات أوروبية.

أوروبا مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة على اتفاق جديد في القضايا التي لم يتطرق لها التقرير: وهي مشروع الصواريخ الإيرانية والتدخل الإيراني في دول المنطقة مثل لبنان واليمن، وهو ما يمكن لترامب أن يأخذه بعين الاعتبار، لأنه سيظهر كمن نفذ وعده الانتخابي في تحسين الاتفاق الإيراني، وأن يواجه التهديدات الإيرانية في سوريا واليمن والعراق.

من جهة إيران؛ فإن أي عقوبات جديدة ستعتبر خرقا للاتفاق وفق التصريحات المعلنة، ولكن ليس كل تصريح في بداية أي مفاوضات هو الموقف النهائي، لأن روسيا والصين قد تقبلان باتفاق جديد في القضايا التي لا يشملها الاتفاق النووي، لأن هناك تداخل مصالح معقد مع الولايات المتحدة مثل كويا الشمالية وأوكرانيا وصولا إلى التجارة العالمية، وكل دولة تقدم تنازل هنا من أجل مكسب في مكان آخر.

المؤشرات في واشنطن تشير إلى أن ترامب لن يمدد الاتفاق. ماذا بعد؟ فرحة عارمة في الرياض وتل أبيب! إيران ستعتبر أن الاتفاق لاغيا، وستبدأ بتخصيب اليورانيوم بشكل فوري.

هذا التهديد قد لا ينفذ، وسيكون هناك جهدا دوليا أوروبي بالشراكة مع روسيا والصين للحفاظ على الاتفاق، ولنتذكر أن الاتفاق سيبقى ساري المفعول ما لم تقوم إيران بإلغاءه شكليا على الأقل.

إذا ما بدأت إيران بتخصيب اليورانيوم؛ فإن السعودية ستشرع في سباق تسلح نووي كما أعلنت سابقا، ولكن من الواضح أن نظام العقوبات السابق لن يعود، والخلاف بين الولايات المتحدة وأوروبا سيتعمق.

من يراقب من بعيد هو زعيم كوريا الشمالية؛ الذي يفترض أن يجتمع بترامب هذا الشهر، لبحث المصالحة بين الكوريتين مقابل ربما وعد أمريكي بدعم النظام وتجريده من سلاحه النووي مقابل مساعدات اقتصادية.

أحد الأسئلة التي سألها الزعيم الكوري لنفسه:

إذا كانت إدارة ترامب ألغت الاتفاق بعد ثلاث سنوات فقط دون إثبات ولو دليل واحد أن إيران خرقته، ما الذي سيمنعهم من خرق الاتفاق معنا؟

إسرائيل والولايات المتحدة تفضلان مواجهة مع إيران الآن وليس بعد عشر سنوات، بينما العالم يفضل إعطاء فرصة للاتفاق.