أفْلحَ إن أراد أن يستقيل، ونعني هنا د. الحمد الله، الذي تُشير بعض الأقاويل في مجلس الوزراء إلى أنه قد يقدم استقالته للرئيس، لأنه لا يستطيع أن يتحمل "المناكفات" الحاصلة بين فتح وحماس على خلفية بعض الأزمات "المتوقعة" التي راهن "اتفاق الشاطئ" على حكومة الوفاق في معالجتها ومن بينها أزمة الرواتب الأخيرة. هذه المسألة وإن كانت قضية معيشية هامة تحتاج إلى معالجة موضوعية إلا أنها لا تقارن بالملفات الكبرى التي تنتظر الحكومة. غير أنه وإن كان د. الحمد الله سيهدد بالاستقالة بين كل مشكلة وأخرى ستظهر بين فتح وحماس، فعليه أن يعلم بأن الطريق ما تزال أمامه طويلة، فهنالك تحديات كبرى تنتظر حكومته من قبيل ترميم النظام السياسي واستعادة وحدة المؤسسات والأجهزة الأمنية، وممارسة الحكومة صلاحياتها في غزة وإعادة إعمارها، وهنالك معضلة الانتخابات، ومعضلة الوضع الاقتصادي. لذا إن أراد أن يستقيل فليفعلها الآن ويُتيح المجال لغيره ممن لديهم العزيمة والإصرار على مواجهة التحديات وتفكيكها دون "الحرد" والتلويح بالاستقالة مرة تلو الأخرى. وألا يشغل "بالنا" كمواطنين بين كل مشكلة وأخرى بأنه سيستقيل.