يرد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية على أسئلة الميادين السخيفة بجدية كاملة.
الميادين: هل تعتقد أن نتانياهو سيذهب باتجاه الحرب؟
أبوأحمد فؤاد: إن نتانياهو بحسب معلوماتنا لم يتلق الضوء الأخضر من أحد لكي يقوم بعدوان أو اجتياحات واسعة، على الرغم أنه بحسب تحليلنا سوف يحاول الإيحاء بأنه أخذ إذناً من روسيا. لكنني واثق أن ذلك لم يحصل."
لاحظوا الطريقة التي يتحدث بها قائد بأهمية "أبوأحمد" كأنه ناصر اللحام أو ديما ناصيف، بل لعل الميادين أرادات منه هذا الدور بالذات. لقد ترك الرجل دور السياسة والتحق بدور الإعلامي أو –في أحسن الأحول- الخبير السياسي.
لماذا أبدو غاضباً إلى هذه الدرجة؟ ربما لأن الرجل يسرق الدور الذي أقوم به بحكم أنني أكاديمي درست العلوم السياسة وفلسفتها في الولايات المتحدة وأعمل في الكتابة والتنظير والتحليل والتفسير.
لكن بعيداً عن الدعابة أقول: إنني أحس بخجل حقيقي عندما "أتظاهر" في سياق مقابلة ما أنني أمارس "التحليل" أو التفسير؛ أنا الفلسطيني صاحب القضية الأكثر عدالة ومأساوية في هذه اللحظة لا يجوز أن أتحول إلى محلل ومراقب ومتفرج، وإن أكن أستاذاً جامعياً أو مؤلفاً أو صحفياً...الخ
أما أن تصل الأمور أن يتحول قائد بقامة "أبو أحمد" إلى محلل سياسي، فإنه ينم عن الإفلاس السياسي وانعدام القدرة على الفعل، أو الانضمام الساذج إلى فئة السياسيين العرب التي "تفرح" بالظهور في الإعلام وقول أي شيء من باب بهجة الفضائيات التي تجلب لصاحبها الشهرة والنجومية. وهؤلاء يتحول دورهم في الأغم الأغلب إلى مفسر أو مترجم لأحلام ترامب أو نتانياهو أو كليهما. لكن علينا أن لا ننسى أن بعضا ًمنهم يقوم أيضاً بدور التنبؤ فيكشف لنا حجب الغيب فيما يخص القرارات التي سيأخذها الأمريكي أو الاسرائيلي والأفعال التي ستقع على رؤوسنا باعتبارها قدراً لا راد له مع تحول القائد إلى عرافة أو متنبئ.