الحدث- ريم أبو لبن
"رفض مستشفى رام الله الحكومي استقبالي لأحصل على العلاج اللازم، وتقدمت بشكوى وللمرة الثانية لوزير الصحة، ولا رد حتى اللحظة، رغم تدهور حالتي الصحية بفعل خطأ طبي". هذا ما أكدته لـ"الحدث" المواطنة نهيلة تميمي (50)عاماَ من مدينة رام الله، بعد أن تعرض مجدداً جدار البطن لديها للفتق، بفعل الإجهاد ولم يعد جسدها يحتمل أكثر، لاسيما وأنها أجريت 5 عمليات جراحية بعد نسيان شاش طبي.
وعن تكرار فتق الجدار، قالت: " أيقظتني السعلة فجأة من النوم، وعندها شعرت بتمزق بداخل بطني، وحدث الفتق، وأسرعت بالتوجه إلى مستشفى رام الله، ولكن لم يتم استقبال حالتي رغم تدهور وضعي الصحي".
وبعد ذلك ماذا حدث؟
قالت نهيلة تميمي لـ"الحدث": "توجهت لمدير مجمع فلسطين الطبي الدكتور أحمد البيتاوي، وجلست انتظر لمدة ساعة ونصف حتى سمح لي بالدخول، ورغم وضعي الصحي الصعب....".
وبصوت متعب أكملت حديثها: " قلت له هذه تقاريري الدالة على وضعي الصحي .. تفضل. ورد حينها : أنا أميّ لا أعرف القراءة .. لننهي الحديث سريعاً، توجهي للعيادات فإن استقبلوك كان به..".
وفي معرض الرد، قال مدير مجمع فلسطين الطبي الدكتور أحمد البيتاوي لـ"الحدث" : " لا أذكر بأنها أحضرت أي تقرير طبي، ولم أستطع فهم ما تريد، ولم تقدم أي شيء مقنع".
وأضاف البيتاوي: " قالت بأنها تريد إجراء عملية، فقلت لها توجهي إذا لقسم الجراحة .. ولا أعلم ماذا حدث بعد ذلك".
وبالحديث عن وقوع خطأ طبي عام 2007، قال البيتاوي: " في القانون الخطأ الطبي ينظر به بعد عامين من وقوعه، وليس بعد تلك السنوات، فالجيل السابق قد أحيل للتقاعد .. ماذا يمكن أن نفعل؟".
وجاء في تقرير صادر عن مجمع فلسطين الطبي: "حضرت المريضة اليوم وبتاريخ 17/4/2018، للمراجعة إلى عيادة الجراحة العامة حيث تعاني من فتق في مكان العملية وهي بحاجة للمتابعة وعمل صورة طبقية لتحديد موعد عملية لإصلاح الفتق". هذا ما جاء في التقرير الطبي الصادر عن قسم مجمع فلسطين الطبي.
في ذات السياق، قالت نهيلة: " تم تأجيل عملية إصلاح الفتق الذي أصابني، كيف سأصمد أكثر؟".
وفي معرض التساؤل قالت لي: " ماذا أفعل حينها؟؟؟ تقدمت بعدة شكاوى ولا مجيب، وجسدي لا يحتمل أكثر، لا سيما وأن جدار البطن الداخلي متفتت".
أضافت: " تعرضت لخطأ طبي، بنسيان شاش في بطني ولا احد يتحمل المسؤولية .. لمن أتوجه؟".
هل أجريت العملية السادسة؟
قالت نهيلة لـ"الحدث": " أصررت على إجراء العملية وعدم تأجيلها، ولكن قسم الجراحة رفض استقبالي، وتوجهت بشكوى لوزارة الصحة، وها أنا انتظر الرد حتى اللحظة... أين يذهبون في الشكوى؟".
" بتاريخ 10/1/2017، قمنا بتسليم شكوى لمكتب الناطق باسم وزارة الصحة أسامة النجار بخصوص تدهور حالة زوجتي. وفي شهر آذار من عام 2018، تقدمنا بشكوى ثانية لوزير الصحة، وعاودنا العودة بتاريخ 11/4/2018، وقيل لنا بأن الشكوى ينقصها عبارة ( نطالب بإجراء تحقيق). وفي المرة الثالثة وعدنا بإيصال الشكوى لوزير الصحة .. وحتى اللحظة ننتظر الرد". هذا ما أكده لـ"الحدث" زوج نهيلة.
في ذات السياق، أوضح زوج المريضة نهيلة بأن الشكوى قد قدمت لمكتب الناطق باسم وزارة الصحة أسامة النجار، وقال: " لقد قمت بإيصال الشكوى لمكتبه، وتم وضعها لدى السكرتيرة وأبلغتني بأنها ستزوده بها، وهو يعلم بأمرها".
الناطق باسم وزارة الصحة أسامة النجار قال لـ"الحدث": " لا أتذكر تلك الشكوى، وإن قدمت فقد تكون في وحدة الشكاوي في الوزارة".
مسلسل العمليات السابقة
يذكر أن التقرير الطبي الأولي الصادر عن قسم إدارة المستشفيات في مجمع فلسطين الطبي وبتاريخ (19/12/2017) يؤكد جملة وتفصيلاَ حدوث خطأ طبي بنسيان (الشاش الطبي) في جوف المواطنة نهيلة تميمي.
وجاء فيه: "لقد أجريت للمريضة عملية جراحية عام 2008 بسبب جسم غريب قد وجد داخل بطنها وبعد إجراء الفحوصات تبين بأنه شاش طبي وجد بسبب عملية كانت قد أجريت عام 2007".
بحسب التقرير فإن تميمي كانت قد خضعت لعملية جراحية نتيجة حدوث (حمل خارج الرحم) مما تسبب بنزيف داخلي شديد، وبهذا فقد عمد الأطباء على استئصال جزء من الأمعاء الغليظة لديها وعمل فتحة مؤقتة على جدار بطنها بهدف (الإخراج)، وبعد شهرين من ذلك تم إغلاق هذه الفتحة وتوصيل الأمعاء مرة أخرى.
مسلسل العمليات لم ينتهي بعد، في عام 2015 خضعت تميمي لعملية جراحية (مبرمجة) بحسب الوصف الطبي لترميم (فتق) أي عطب قد أصاب جدار البطن لديها وتم ذلك باستخدام الرقعة.
أما في شهر تشرين ثاني / نوفمبر من 2017، ترجلت تميمي عن سريرها بعد أن أثقلت العمليات المتتالية جسدها لتتوجه إلى مجمع فلسطين الطبي وهي محملة بأعراض (تسكير معوي) سببه حدوث فتق متكرر في جدار البطن، وبهذا فقد خضعت لعملية طارئة لترميم ذاك الفتق وإزالة (التسكير المعوي)، وبحسب التقرير الطبي فإنه لم تستخدم الرقعة في العملية بسبب وجود التهابات وتكيسات للسوائل في جدار البطن.
أوضح التقرير: "المريضة هي أكثر عرضة لتكرار حدوث الفتق في جدار البطن لديها، بفعل العمل المجهد ورفع الأوزان الثقيلة".
في متابعة سابقة للحالة الصحية للمواطنة نهيلة التميمي، كان السؤال مفتوحاً على مصراعيه بعد أن اغتالت خمس عمليات جسد نهيلة وأثقلت همتها، وكان يدور حول هاجس الولوج لعملية سادسة في عام 2018؟ فيما لم يستجب بعد وزير الصحة للشكوى، وها هي تنتظر الرد.