الخميس  28 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

القتلة المحترفون/ بقلم: د. بلال كايد عبدالحق

2018-05-13 01:00:51 PM
القتلة المحترفون/ بقلم: د. بلال كايد عبدالحق
بلال كايد عبدالحق

كثيرا ما انتابتنا المخاوف في مرحلة الطفوله من الحيوانات المفترسة، اتذكر هنا فيلم الفك الذي كثيرا ما كان يثير الذعر من أسماك القرش

المفترسة رغم أننا لم نكن نراها في الواقع حولنا و لم يراها أحد من المحيطين بنا
أن هذا الفيلم و انتشار صور أسماك القرش باسنانها الفتاكه هو ما قد يجعلنا نضعها في مقدمة الكائنات الفتاكه رغم أن
أسماك القرش قتلت 6 أشخاص فقط عام 2015.

لقد دفعتتي هذه المعلومه حول انخفاض عدد ضحايا أسماك القرش للبحث في موضوعين

الاول يتعلق في من يتصدر قائمة القتله عندما يتعلق الأمر بقتل 
الكائن البشري والذي سإتطرق إليه في هذا المقال 
والثاني يتعلق بسهولة تإثر الإنسان بالصوره و الروايه والدعاية والوهم وتغييب المعلومه في عملية تحديد الخطر أو العدو 
و الذي سوف اتطرق إليه في مقال لاحق

انه و حسب إحصاء في عام 2015
قامت به مؤسسة غيتس نوتس تبين أن البعوض يتصدر 
قائمة القتله للجنس البشري ب 850000 ضحيه و هنا لا يسعنا و نحن نتعرف على هذه المعلومه الا ان نستذكر الآية الكريمه(  إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا)
كذلك ربما يتذكر البعض قول المتنبي

لا تحقرن صغيرا في معاملة
أن البعوضة تدمي مقلة الأسد
ولو اطلع ابو الطيب المتنبي على هذه الإحصائيه فلربما كان عدل بيت الشعر ليشمل جرائم البعوض بحق البشر
وليس فقط في حق ملك الغابه

والأغلب اننا في المرة القادمه عندما نرى بعوضه سوف نضربها بلا هواده حتى يسيل دمها أو بالأحرى دمنا أو سوف نفر منها بدل فرارنا من الأسد الذي رغم سطوته لم يقتل من البشر سوى 100 في عام واحد و هذا غالبا ليس من باب الطيبه أو الاخوه كوننا مثله من الثديات بل لأنه لم تسنح له الكثير من الفرص لالتهام البشر و لقلة إعداده المتناقصه لحد الانقراض في بعض المناطق

اما القاتل الثاني للجنس البشري فهو كائن ذكي بل إنه من نفس الجنس البشري ولكنه في لحظة جنون أو طمع أو حقد اجتماعي أو عنصريه أو في بعض الأحيان مدافعا عن نفسه أو منفذا لأوامر غيره أو ربما خطأ 
يقوم هذا الإنسان بقتل الإنسان... و هو بذلك يحتل مركز الوصافة بعد البعوض الذي ما زال يحتل المركز الأول الا انه ومما لاشك فيه أن بعض البشر من أصحاب الفكر المتطرف أو الطمع الإجرامي والقادة أصحاب النزعات الانتقامية لا يرضيهم مركز الوصافة و هم يعملون بكل ما لديهم من طاقات لانتزاع مركز الصداره متناسين أن البشر يقتلون من بعضهم البعض بطرق غير مباشره مثل الحصار المؤدي للمجاعات و الفساد المؤدي للفقر والجهل والمرض والمؤامرات التى تؤدي لليأس و الانغلاق اضعافا ما يجعله متفوقا بفارق واضح عن باقي الكائنات في قتل أبناء جنسه البشري

لقد قتلت الأفاعي 60000 من البشر عام 2015 بينما قتلت الكلاب ثلث هذا الرقم وقد يتهمني البعض بمحاولة الاساءه لسمعة هذا الحيوان الوفي صديق الإنسان بلا منازع و الذي نسمع عنه و نرى منه كل يوم مواقف وقصص لاتصدق في الوفاء و الفداء و لكن للأسف كما يقال عن الإنسان 
(الناس كلها مش زي بعض) 
فالكلاب أيضا كلها مش زي بعض
فهناك كلاب ضاله لا تعني لها صداقة الإنسان شئ فهي لم تعش في كنفه.... اما انا و بالرغم من حبي لهذا الكائن الوفي 
و إعجابي بوفائه فإنني غير قادر على مبادلتها نفس الكم من المشاعر التي تبديها و سط زحمة الحياة والأولويات وبذلك يظل القط كوكو هو الكائن الحي الوحيد من غير البشر الذي يسمح له التواجد في منزلي و ذلك حتى إشعار آخر....