الحدث- علاء صبيحات
سيّجت قوّات الاحتلال 10 دونمات من الأراضي التابعة لمدرسة بورين جنوب نابلس يوم أمس السبت، بعد أن أصدرت قرارا بمصادرتها "لدواعٍ أمنية".
جاء ذلك استكمالا لمسلسل إهانة الطلبة في المدرسة وقوميتهم، فالمدرسة تتعرض يوميا لاعتداءات من المستوطنين وجيش الاحتلال، تتراوح بين شتم الرب والنبي محمد عليه الصلاة والسلام وشتائم للطلبة من مكبرات صوت الجنود المتواجدين على البرج القابع أصلا على أراضي المدرسة والذي لا يبعد سوى أمتار كما قال مدير مدرسة بورين الثانوية لإبراهيم عمران لـ"الحدث".
وأضاف الناشط في قرية بورين غسان نجار لـ"الحدث" إنه تم وضع الشيك الذي يصل ارتفاعه لمترين، على مساحة 10 دونمات يوم أمس، فقط من اجل التضييق على المدرسة وتحويلها لسجن بكل ما تعنيه الكلمة.
أما عن الهدف المعلن كما يقول مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس لـ"الحدث" إنه لدعوى أمنية وهي حماية طريق المستوطنين الذين يعيشون في مستوطنة يتسهار المقامة أصلا على جزء من أراضي القرية المصادرة.
المدرسة والاعتداء
أوضح مدير المدرسة عمران أن المدرسة تتعرض منذ إقامة مستوطنة يتسهار والتي وصف عمران مستوطنيها "بالأقذر على الإطلاق" فقد حرقها المستوطنون إبان الانتفاضة الاولى في ثمانينيات القرن الماضي.
ثم تابع المستوطنون اعتداءاتهم على المدرسة وطلبتها وأراضيها، بشكل يومي لتطال اعتداءات الاحتلال في العام 2002 أراضي المدرسة، فقد صادر الاحتلال 3 دونمات من أرض المدرسة وأقام عليها برج عسكري لحماية طريق المستوطنين ومراقبة الطريق.
وبحسب مدير المدرسة فالاعتداءات- التي كان آخرها اليوم الأحد صباحا- تتراوح ما بين سب الرب والدين والنبي محمد وطلبة المدرسة بأقذر الشتائم على الإطلاق من قبل جيش الاحتلال ومستخدمين مكبرات الصوت لتحقيق أكبر أذى ممكن.
وأضاف عمران أن جيش الاحتلال صباح اليوم بدأ بإطلاق قنابل الصوت والغاز وحتى الرصاص على طلبة المدرسة خلال تواجدهم للدراسة للامتحان النهائي في الفصل الثاني في ملعب المدرسة.
هذا الأمر بحسب عمران استفز الطلبة وخرجوا لإلقاء الحجارة على البرج العسكري المحاذي للمدرسة، مما استدعى أن ندخلهم للصفوف حتى لا يحقق الاحتلال هدفه بإصابة او حتى قتل أحد الطلبة وتعكير الامتحانات عليهم.
في يوم 28/ كانون أول العام الماضي بحسب مدير المدرسة دخل المستوطنون لساحة المدرسة وأصابوا 3 طلبة وكسّروا سيارات المدرسين.
استعادة الأرض
قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس إن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان قدّمت اعتراضات وشكاوى للمحكمة العليا من أجل استعادة الأرض.
لكن الاحتلال وحتى قبل أن يصدر أمرا من المحكمة بدأت جرافات جريش الاحتلال بتجريف الأراضي وتشييك الأرض، وهذا يتكرّر في كل أرض تتم مصادرتها لدواعٍ أمنية.
مدير المدرسة أوضح للحدث أن عدد الطلبة في المدرسة بلغ 250 طالبا، وهي تدرّس الطلبة من الصف الخامس وحتى الثانوية العامة.
وعدد سكان القرية بحب مدير المدرسة هو 3000 مواطن، وتم التبرع بأراضي المدرسة من قبل أهالي القرية عندما تم الشروع ببنائها في السبعينات، ووصل مساحة الأراضي في القرية لـ"55" دونما، وتم تسجيل الأراضي جميعها باسم حكومة المملكة الأردنية الهاشمية منذ ذلك الوقت.