الخميس  28 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

28 شهيدا.. 50.. 60 ابتسامة تطلع للسماء، وتتساءل والدتي هل أنا من بينهم؟

2018-05-15 12:29:38 PM
28 شهيدا.. 50.. 60 ابتسامة تطلع للسماء، وتتساءل والدتي هل أنا من بينهم؟
جنازة شهداء (ارشيفية)

 

بقلم: تحرير بني صخر

"أي حظ استثنائي أن تكون شهيدا"، عبارة كتبها أحمد، ابن غزة وشهيدها الذي ارتقى بالأمس برصاصة أودت بحياته لتستقبله السماء.

أحمد شعلة حياة انطفأت بغير موعدها، هو حكايات طفولة وضحكات لن ينساها أحد، أما والدته فهي على ذات الكرسي تحدث ذاك وذاك عن أفعالك، وما تحب أو تكره النقطة المركزية في حديثها، أنت حاضرا بيننا ولن ترحل، فبعد سنوات سيرن جرس المنزل وتركض والدتك قائلة: "أحمد جاء"،  لا لوم عليها فهي لن تنسى وحقيقة أنت لم ترحل لتأتي إليها، فالعلم يقول أنت لم تكن جزءا منها أثناء حملها بك، بل أنت تركت الكثير منك ممن زرع في دماغها وقلبها، إذا كيف لك أن ترحل؟.

أحمد إن كنت تسمع فقد كتب لك أحدهم قائلا: "لا زال بيننا موعد لن يأتي، ولا إجابات لدي إلا حقيقة لا شك فيها أنك شهيد وأن اللعنة على كل أسئلتي!" أقول لك عد لتجيب أسئلتنا..

أتدري أنت وأصدقائك كنتم ظالمين، فأمك والجارات ارتباهن الخوف وبكين!

ففي كل حين تتسائل أمك ممسكة الهاتف وتتسارع للبحث عن اسمك بين الشهداء، وكذلك الجارة المقابلة لبيتكم تبحث عن ابنها، وعلى صوت غليان إبريق الشاي جاءها خبر استشهادك، وأخرى كانت تطبخ الملوخية وهي ما يحب ابنها لكنه لن يأكل منها!

أما أخاك الصغير فيناديك ليلا، يعاتبنا على رحيلك، ويقول: أين الدراجة التي وعدني بها؟

بالأمس كنت ابحث بين أسماء الشهداء، فالخوف تملكني أن يرتقى أحدا ممن أعرف، فما حال الأم حين تبحث عن شهيدها.

في خانيونس شهيد آخر، الثلاجة كبلته، يسحب الجارور رويدا رويدا فتنهال دموع والدته وتصرخ شبابه وحلمها بأن ترى أحفاده، هي كبلت معك  أيضا، فالجزء الذي منك فيها شل دماغها والقلب توقف، وتتساءل لما رحلت ووصيتها لك أن تعود؟

كتب تميم البرغوثي، قولوا لأهل غزَّة "هم القصيدة ... فليكتبُوا ونحن سنقرأ"، والأمس كتبت غزة الكثير ونحن فقط قرأنا، 60 شهيد، 60 حكاية، 60 حلم رحلوا بمجزرة ارتكبها الاحتلال، مجد وعزة، يعلوها حق عودة وتحرير فلسطين، عبارات زخرفها شهداء غزة بدمائهم لترفرف يمنة ويسرى مزينة سماء غزة، وتقول سأقدم المزيد.

والد أحد الشهداء في وداع ابنه انهار وبكى بحرقة، صرخ قائلا: "يارب بدي سعيد يقضي معنا رمضان"، أي قوة تحتاج لتصبر وكيف ستشفى؟ وكيف سيكون رمضان دونه؟  عد يا سعيد والدك ينتظرك عد فبعد غد يبدأ الصيام.

أيا غزة ماذا ستقدمين أكثر؟، وجع أم وصرخة أب جديدة، أكتبى الكثير أما نحن فعار علينا لم نفعل شيء.