الحدث العربي والدولي
دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي دول الاتحاد الأوروبي، للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، كما حثها على التحرك لدعم تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الأحداث الأخيرة التي أدت لمقتل عشرات الفلسطينيين في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي.
وحسب بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية الأردنية، اليوم الأربعاء، حصلت وكالة "سبوتنيك" على نسخة منه فقد "دعا وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي خلال لقائه اليوم، سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين في الأردن، دولهم إلى الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية التي أكد أن قيامها حرة مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني شرط تحقيق السلام الشامل في المنطقة".
وحث وزير الخارجية الدول الأوروبية خلال لقائه سفراء الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى المملكة على "التحرك فوريا لدعم تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين العزل في قطاع غزة وتطبيق القانون الدولي عليها".
وقال الصفدي: "استمرار إسرائيل في ارتكاب جرائمها من دون رد دولي رادع سيفجر دوامة جديدة من العنف ستعاني المنطقة وأوروبا والعالم كله تبعاتها، ذاك أن استقرار الشرق الأوسط ركيزة للاستقرار الدولي".
وتابع "ممارسات الاحتلال وغياب آفاق زواله يجذر اليأس ويضعف أصوات الاعتدال ويقوي التطرف والأفكار الظلامية التي تعتاش على اليأس والإحباط".
ودعا المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية وحماية الشعب الفلسطيني من غطرسة الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي الذي يضرب بعرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية، ويوغل في ممارساته التي تقوض فرص تحقيق السلام"، وذلك على حد تعبيره.
وحذر الصفدي من تبعات الممارسات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض وطمس هوية القدس العربية الإسلامية المسيحية.
ولفت الصفدي إلى أن "الأردن، وبتوجيه ومتابعة مباشرتين من الملك عبد الله الثاني، سيظل يكرس كل إمكاناته لحماية المقدسات والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للقدس الشريف، ومن أجل تحقيق السلام الشامل والدائم الذي يضمن حق جميع شعوب المنطقة العيش بأمن وسلام".
وشدد الصفدي على "موقف المملكة الثابت في إدانة القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ورفضه خرقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية". وقال إن "المملكة مستمرة في العمل مع الأشقاء في دولة فلسطين والأشقاء العرب والدول الأوروبية وكل المجتمع الدولي للحد من تداعيات القرار".
وأشار إلى أنه "وعشية الذكرى السبعين للنكبة تفتتح السفارة الأمريكية في القدس في خرق للقانون الدولي، وترسل إسرائيل جنودها إلى غزة لقتل المتظاهرين السلميين الذين يمارسون حقهم المشروع في التظاهر السلمي ضد الاحتلال وممارساته، بدل أن يتعاضد المجتمع الدولي لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني"، واصفا ذلك بأنه "أكبر ظلم تاريخي في العصر الحديث".
وثمن الصفدي "موقف دول الاتحاد الأوروبي الداعم لحق الشعب الفلسطيني العيش بسلام وكرامة عبر حل الصراع على أساس حل الدولتين". كما ثمن "رفض دول الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتأكيد عدم نقل سفاراتها إلى القدس".
كما دعا الصفدي إلى "تحرك دولي فاعل يكبح الممارسات الإسرائيلية ويوجد أفقا للتقدم نحو السلام، محذرا من تبعات استمرار الانسداد السياسي". وشدد على "أهمية ممارسة الاتحاد الأوروبي الضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها الأحادية في القدس ووقف مصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات وتوسعتها وغيرها من الإجراءات التي تقوض حل الدولتين".
يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية افتتحت يوم الاثنين الماضي سفارتها في القدس، تنفيذا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من كانون الأول/ ديسمبر الماضي بنقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
وبالمقابل دعت الفصائل الفلسطينية إلى الخروج في مسيرات "العودة الكبرى" تزامنا مع "ذكرى النكبة" وللاحتجاج على نقل السفارة الأميركية للقدس، وذلك بالتوجه إلى الشريط العازل على الحدود مع إسرائيل، حيث اندلعت مواجهات، بين آلاف من الشباب الفلسطيني وقوات الشرطة والجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة، أسفرت عن مقتل 62 فلسطينياً وإصابة نحو ألفين آخرين.
ورغم تنديد الدول العربية والأوروبية باستخدام إسرائيل للقوة المفرطة، تقول إسرائيل إنها تحمي حدودها ومواطنيها، من اعتداءات إرهابية تنفذها "حماس".
المصدر: سبوتنيك