الحدث- وكالات
شيع لبنان، اليوم، الثلاثاء، الشاعر والأديب اللبناني الشهير، سعيد عقل، الذي توفي الأسبوع الماضي عن عمر يناهز 102 عاما، في مأتم رسمي في إحدى كنائس وسط العاصمة بيروت.
وترأس البطريرك الماروني بشارة الراعي القداس في كنيسة مار جرجس في بيروت، والذي حضره عدد كبير من المسؤولين اللبنانيين.
وسجي عقل، الذي لقب بـ"الشاعر الصغير"، نسبة إلى أنه كان شاعرا منذ طفولته، في نعش أشبه بتحفة فنية منحوتة من صخر لبنان على شكل ناووس فينيقي، غطاؤه مصنوع من خشب الأرز ومحفور عليه أسماء أبرز مؤلفات الراحل، الذي كان قد وصف لبنان بـ"صخرة علقت بالنجم أسكنها طارت بها الكتب قالت تلك لبنان".
وبعد انتهاء مراسم التشييع الرسمية في بيروت، توجه موكب التشييع المهيب الى مدينة زحلة، مسقط رأس الراحل، في منطقة البقاع، شرقي البلاد، التي شهدت إغلاقا تاما لأسواقها التجارية حدادا على "الشاعر الكبير".
وكان عقل، الذي توفي يوم الجمعة الماضي عن عمر يناهز 102 عاما، من أبرز الشعراء العرب المعاصرين.
ولد في الرابع من شهر يوليو/ تموز عام 1912 في مدينة زحلة، حيث أتمَّ قسماً من المرحلة الثانوية. وكان يعتزم التخصُّص في الهندسة، إلاّ انَّه وهو في الخامسة عشرة من عمره خَسِرَ والده خَسارة ماليَّة كبيرة، فاضطرَّ ان ينصرف عن المدرسة.
استقر في بيروت في مطلع الثلاثينَّيات من القرن الماضي، وعمل في التعليم والصحافة ، فكانت له كتابات جريئة في جرائد "البرق" و"المعرض" و"لسان الحال" و"الجريدة" وفي مجلَّة "الصَّيّاد ".
درّس في مدرسة الآداب العليا، وفي مدرسة الآداب التابعة للأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، وفي دار المعلمين، والجامعة اللبنانيّة. كما درّس تاريخ الفكر اللُّبناني في جامعة الرُّوح القُدُس و تعمق في دراسة اللاهوت و الأدب العالمي وألقى دروساً لاهوتيَّةً في معهد اللاّهوت في مار انطونيوس الأشرفية، كما درس تاريخ الإسلام وفِقْهَهُ .
في العام 1935، كتب عقل "بنت يَفتاح"، المأساة الشَّعرية وأولى مسرحيات لبنان الكلاسيكيّة التي نالت يومذاك جائزة "الجامعة الأدبية". كما اصدر قصيدة "فخر الدين" المطوَّلة التاريخية الوطنيّة، و بعدها بعامين"المجدلية" التي بمقدّمتها غَيَّرت وجه الشّعر في الشرق.
وكانت مسرحيّة "قدموس" في العام 1944 من أهم أعماله المسرحيّة.
وفي عام 1960، صدر كتابه "كأس الخمر"، الذي تضمن مقدّمات وضعها عقل لكتب منوّعة، وشهد بها لشعراء وناثرين، مبرزاً مواهبهم، مقيّماً إنتاجهم، وناهضاً بالنقد الأدبي وبمقدمّات الكتب الى مستوى نادر في النّثر الحديث.
وأنشَأ سنة 1962 جائزة شعريّة من ماله الخاص قَدْرُها ألفُ ليرة لبنانية تمنح لأفضل صاحب أثر يزيد لبنان والعالم حُبّاً وجمالاً.
وجاء كتاب "يارا" الذي اصدره في العام 1961، ليحمل اجمل قصائد الحبّ باللغة اللبنانيَّة.
ومن كتبه ودواوين شعره ايضا "اجراس الياسمين" (1971)، و"كتاب الورد" (1972)، و"دُلزى" (1973)، و"كما الأعمدة" (1974)، و"خماسيَّات" باللغة اللبنانية والحرف اللبناني (1978)، بالاضافة الى كتاب "خماسيّات الصبا" باللغة الفصحى (1992).
في العام 1981، صدر لسعيد عقل ديوان شعر باللّغة الفرنسيّة اسمه " الذَّهب قصائد"، وهو كتاب جامع يحمل خُلاصة ما توصّل اليه فكر سعيد عقل في أوْجِ نُضجه.