الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

السيسي... خيار العالم

2014-06-10 00:00:00
السيسي... خيار العالم
صورة ارشيفية

بقلم نبيل عمرو

لم يكن حفل تنصيب المشير السيسي حفلاً برتوكولياً، ذلك أن الذين شاركوا فيه يشكلون مندوبين عن دول العالم بأسره، قد لا يعجبنا مستوى تمثيل البعض، إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة أن كل دولة شاركت، تجسد حرصاً على العلاقة مع مصر، وحرصاً أعمق على تطوير أهمية مصر عربياً وإقليمياً ودولياً، وهذه المشاركة الكثيفة، خصوصاً من قبل الدائرة الأقليمية الأقرب "آسيا وإفريقيا"، تؤكد أن مصر تجاوزت مرحلة الصمود أمام العواصف العاتية، وأن الدولة المصرية التي استهدفت بوجودها ونفوذها، استعادت مكانتها الطبيعية، وفي زمن قياسي.
وبقدر ما تجسد هذه المشاركة من حقائق سياسية، بقدر ما تحمّل الرئيس السيسي أثقالاً إضافية، فكل الذين جاؤوا، في حساباتهم رهان محدد، ويتعين على الدولة المصرية ورئيسها، الذي حسم شرعيته، إلى جانب الإنجاز، بصندوق الاقتراض. أن يكون على مستوى هذه الرهانات، وبحكم خبرته ودرايته بالواقع الإقليمي والدولي الراهن، فإن المشير السيسي يملك مقومات مادية وموضوعية تساعده على النجاح.
وإذا كانت شرارة الربيع العربي، قد انطلقت من تونس، وأحرقت ما أحرقت من نظم وكيانات، فإن ما حدث في مصر، وإن وصل بالبلاد في لحظة ما إلى حافة الهاوية، إلا أن اليقظة المصرية وبطلها شعب مصر العريق، اختار قائداً وضع حداً للانهيار المتسارع، وأعاد للشعب المصري، توازن مسيرته نحو التجدد والتقدم.
ما وقع في مصر من أحداث خلال السنوات القليلة الماضية، والتي سميت بالربيع العربي، رسم مساراً جديداً للمنطقة بأسرها، فعاد الاطمئنان إلى العرب، من خلال عودة الجدار المصري إلى مكانه الطبيعي، ونفضت إفريقيا عن كاهلها شكاً راودها بأن منارة التنوير والتقدم والأمن توشك على الإنطفاء، أما العالم الأوسع، الذي خاف من مصر وعليها، فها هو يستعيد رهانه على الوضع الجديد، كقوة نوعية للاستقرار والأمن.
وبالنسبة للفلسطينيين بوجه خاص، فقد وضعت مصر نقاطاً بارزة على الحروف التي كانت غامضة، فحددت ملامح العاجل والدائم في سياستها، العاجل هو العمل على مساعدة أهلنا في غزة على تجاوز الوضع الاستثنائي الذي فرض عليهم لسنوات طويلة، أما الدائم، والذي سنجني ثماره إن لم يكن غداً فبعد غد، أعني به توظيف إمكانات وطاقات مصر لمصلحة حل سياسي للقضية الفلسطينية، بعد أن نضج الظرف الدولي لمثل هذا الحل.
إن مصر الجديدة، تملك قوة الاعتدال ومصداقية الالتزام بالسلام، إلا أن مصر كذلك، تدرك أن سلامها واعتدالها يظلان مهددين بحالة عدم الاستقرار من حولها، تلك الحالة التي تؤمن مصر أن جذرها هو القضية الفلسطينية، وبوسعنا القول أخيراً أن مصر الجديدة تحمل لنا فرصة.