الخميس  28 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

منظمة الشعب ... منظمة الوطن بقلم: عدنان الصباح

2018-05-18 09:59:57 PM
منظمة الشعب ... منظمة الوطن بقلم: عدنان الصباح
عدنان الصباح

كيف يمكن لنا مواجهة العداء الامريكي السافر ضد كل ما يمس قضيتنا الفلسطينية ونحن ممزقين كليا وعلى جميع الاصعدة فنحن نهاجم امريكا لانها اوقفت دعمها للاونروا مما يهدد وجود هذه المنظمة الدولية وما يعنيه هذا الوجود للقضية الشعب الفلسطيني وقضية اللاجئين كاخطر ماسي القضية واهم ما يقلق الاحتلال على وجوده فالقضية برمتها تقوم على الشعب وارادته ووجوده بينما تسعى اسرائيل وامريكا ومنظومة الحلفاء الامبرياليين للتخلص من الشعب كاساس للتخلص من القضية برمتها, الامر الى هنا عادي وطبيعي ان يمارس الاعداء كل سلوك ممكن يوصلهم الى اهدافهم لكن الامر يصبح في غاية الخطورة حين نتوقف نحن عن دعم ذواتنا بذواتنا وحين تصبح مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بلا جدوى وتتحول الى حبر على ورق فقد سبق ولاكثر من دورة ان تحولت قرارات المجلس المركزي والوطني واللجنة التنفيذية الى محض اوراق في ادراج لا احدي هتم باعادة فتحها او التذكير بها من جديد ومنذ خرج الشقيري من مؤتمر القمة العربي في الخرطوم محتجا على عدم الاستجابة لمطالبه بمنع الانفراد العربي بالحل الى اليوم الذي اصبح فيه العرب وسطاء بيننا وبين دولة الاحتلال وجيشها, بيننا وبين راعية الاحتلال وادارتها, الى ان انعقد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الاخيرة هذا العام في قاعة احمد الشقيري وكان الامر لم يكن مصادفة فكل ما تاسست عليه منظمة التحرير على يد احمد الشقيري اصبح حبرا وقد يكون بعد كل هذه السنين حتى بلا ورق وسينساه من يعشقون النسيان.

المجلس الوطني الفلسطيني اعاد التاكيد على قرارات المجلس المركزي واصدر قرارا واضحا ومحددا باعادة صرف الرواتب لقطاع غزة ووقف العقوبات ضد شعبنا هناك, لكن شيئا من هذا لم يحدث ولم يهتم احد بتحويل هذا القرار الى واقع وحتى اعضاء المجلس نفسه الذين عادوا كل الى بيته مكتفيا باللقب الذي حصل عليه متناسيا عن قصد او غير قصد ان المجلس الوطني هو برلمان الشعب الفلسطيني وان اعضاء البرلمان يمثلون الشعب وقضاياه ولا يمثلون السلطة وان مهمتهم هي التشريع والمراقبة فاين هم اعضاء هذا المجلس واين هي الفصائل التي قبلت الحضور وحصلت على عضوية اللجنة التنفيذية واعتبرت نفسها حققت انجازا باقرار رفع العقوبات عن غزة, ومن سيسائل العالم الامبريالي اليوم الذي يحاصر غزة ويفرض عليها العقوبات ونحن من نفعل ذلك باسم الشعب والثورة ومن خلال منظمة التحرير الفلسطينية التي هي من المفترض انها مؤسسة الثورة الفلسطينية الاولى وحامي حمى الشعب والوطن.

في غزة الاف الشهداء وعشرات الاف الجرحى والمشردين وقد لا نجانب الحقيقة ان قلنا ان المعاناة هناط طالت كل بيت وكل فرد فلسطيني وان ما يجري لا يعمق الانقسام فقط بل ويشرعن هذا الانقسام وبعد ان كان انقساما سياسيا محدودا بين حركتي فتح وحماس بات انقساما حادا بين الضفة وغزة ولم يعد بامكان جماهير غزة ان تقبل اي مبررات لوقوعها تحت عقاب الشعب ومؤسسات ثورته خصوصا وان احدا من اعضاء هذا المجلس او من الفصائل المشاركة حتى لم يحاول السعي لتنفيذ القرار الممكن تنفيذه فقط وبالتالي فمن اين لنا ان نصدق ان ايا من القرارات الاخرى ستجد طريقها الى الحياة ومن اين لنا ان نصدق انه سيجري " تعليق " الاعتراف باسرائيل وهو بكل الاحوال ليس الغاء ولا سحبا لهذا الاعتراف ومن اين لنا ان نصدق انه سيجري وقف التنسيق الامني او تنفيذ المقاطعة وصولا الى العصيان المدني ومن اين لنا ان نصدق ان هناك شيء اسمه المقاومة الشعبية التي تحدث عنها المجلس الوطني اذا كان القرار الذي نملكه والمتعلق بقوت شعبنا وصموده نصر على عدم تنفيذه ولا نجد من يحتج علنا على ذلك ولا تقدم حكومة الوفاق الوطني اي مبرر لفعلتها ولم يحاسب رئيسها ولا وزير ماليتها على عدم تنفيذ هذا القرار فمن اين اذن ستاتي حكاية الوحدة الوطنية التي باتت ممجوجة وغير مستساغة حتى على مسامع اطفالنا, ومن يمكنه اليوم التحدث عن وحدة الوطن والشعب وكيف يمكن لفكرة الدولة في غزة ان لا تتدرحج رويدا رويدا حتى تصبح مطلبا شعبيا فلسطينيا في غزة وتدير الضفة راسها بعيدا وكان الامر لا يخص احد في الضفة وبالتاكيد لن تكون للجليل والمثلث والنقب اية علاقة وسوف يكون امر مخيمات اللجوء محض حكاية من التاريخ بعد بات من في سوريا منثورين بكل بقاع الارض وبات البحث عن جنسية اخرى للفلسطيني في لبنان غاية وامنية ليس بعدها امنية والهجرة باتت طوعية ولم يعد للحلم الوطني في الذهن الفردي وجود حتى لو ظلت حكاية العقل الجمعي قائمة في اللفظ على طريقة قرارات المجلس الوطني وسائر مؤسسات ما كان يسمى الثورة الفلسطينية.

جدا واهمون اولئك الذين يعتقدون باستحالة انفصال غزة وتحوله الى الدولة الفلسطينية المختزلة لكل شعارات واهداف منظمة احمد الشقيري والتي لم يعد لها وجود حقيقي على الارض