الحدث ــ محمد بدر
قد يبدو من التناقض أن تضع حماس كل ثقلها في مسيرة اليوم، في ظل حديث عن نقاش عن تخفيف وتيرة فعاليات مسيرة العودة مقابل تخفيف الحصار أو انهاءه بشكل نهائي. حماس دفعت بكل قوتها اليوم على الحدود ولكن التفاصيل على الحدود تغيرت.
جيش الاحتلال كان هذه الجمعة أقل شهية للقتل، استخدم قنابل الغاز، قسم منها أطلق بعيدا عن المتظاهرين ولكن في مجرى الرياح إليهم، ما يعني أن الاحتلال كان يتعمد عدم إصابة المتظاهرين بشكل مباشر، وقسم أطلق على المتظاهرين مباشرة وتسبب ببعض الإصابات.
أما المتظاهرون على الحدود، فلم تسعى الخطوط الأمامية منهم لاجتياز الحدود أو لقص السلك، ولم تندلع مواجهات بالمستوى السابق في أيام الجمعة السابقة.
في نفس الوقت، يصرّح قائد حماس في غزة لصحيفة الحدث، بأن هناك ملامح اتفاق حول الحصار والمسيرات ولكن الأمور لم تنضج بعض. إذا فإن حماس تحاول في أيام التفاوض للتواجد بشكل مستمر على الحدود من خلال المتظاهرين وحتى لحظة توقيع الاتفاق، لقد كانت مسيرة اليوم برعاية حماس بشكل أساسي.
ومن المهم الحديث ببعض الملاحظات ما قبل الاتفاق المتوقع بشأن مسيرات العودة، والذي لم يعد سرا الحديث عنه، ولكن سرا الحديث بتفاصيله وإلى أين وصل:
المهم جدا أن تتجاوز الحلول تبعات مسيرة العودة وما خلفته من آثار، وأن تكون حلول دائمة وثابتة، لأن نقل الجرحى والمصابين هي مسألة تتعلق بالحدث الأخير (مسيرة العودة).
إسرائيل خسرت في هذه الجولة بعد أن كادت أن تربحها، الموقف الدولي وحجم المجزرة أفقد إسرائيل الموقف، لصالح الضحية، لصالح الذي يفاوض باسم الضحية. ويجب أن لا ننسى الإحباط والخوف والخسائر في مستوطنات غلاف غزة، حتى رأينا ليبرمان ونتنياهو يخاطبون سكان المستوطنات كأطباء نفسيين. عوامل كثيرة جعلت الحصار على المحك، فهل تنجح حماس بأن تجتاز كل مراحل التفاوض بقوة وتفرض شروطها؟.