الحدث- محمد غفري
"إحنا شعب مستعبد ومحارب في لقمة عيشه، الله أكبر سعر كيلو الدجاج ارتفع في يومين ٣ شيقل وبقدرة قادر فقد من الأسواق لماذا لا أعلم؟".
بهذه الكلمات استنكر رفيق طوافشة صاحب محل سوبر ماركت من ارتفاع سعر كيلو الدجاج بشكل مفاجئ بداية شهر رمضان، مستغرباً في الوقت ذاته من فقدان الدجاج من الأسواق.
مراسل "الحدث" تجول في أسواق مدينة رام الله، اليوم الأحد، ليعرف حقيقة ما يجري من ارتفاع سعر كيلو الدجاج كما جرت العادة في بداية شهر رمضان، في ظل غياب تدخل جاد وفرض رقابة سعرية من قبل الجهات الرسمية الفلسطينية.
سامح الرمحي صاحب متجر متخصص ببيع الدواجن في مدينة رام الله، يدّعي بأنه يبيع الدجاج بأفضل سعر في السوق وهو 13 شيقل للكيلو.
لكن الرمحي يقول إن السعر ارتفع بشكل مفاجئ بداية شهر رمضان، حيث كان يبيع الكيلو قبل نحو أسبوع بـ 10 شيقل، وصار اليوم 13 شيقل، أي بزيادة قدرها 3 شواقل على كيلو الدجاج.
ولأن السعر قد يختلف بين متجر متخصص ببيع الدواجن، وعن محلات السوبر ماركت، استطلعنا سعر الدجاج في أكثر من محل سوبر ماركت.
يقول أبو العبد الجريري ويعمل في سوبر ماركت ومتخصص في هذا المجال منذ تسع سنوات، إن سعر كيلو الدجاج لديه 13.5 شيقل، وقد ارتفع بداية شهر رمضان، علماً بأن العروض قبل رمضان وصلت أحياناً إلى 8 شيقل للكيلو.
أما سليمان القاق وهو مدير لأحد محلات السوبر ماركت ذائعة الصيت في مدينة رام الله، فيقول إن سعر كيلو الدجاج لديهم 15 شيقل بزيادة قدرها 2 شيقل عن السعر قبل شهر رمضان.
الجريري والقاق كلاهما يحمّلان التجار (المسلخ) المسؤولية عن ارتفاع سعر كيلو الدجاج بداية شهر رمضان في كل عام.
ويرى هؤلاء المتخصصون بأن المٌزارع هو الحلقة الأضعف في هذه المعادلة، والتاجر (المسلخ) هو من يتحكم بسعر البيع في السوق.
وبالتالي يبيعون في محلات السوبر ماركت الدجاج بنسبة ربح ثابتة لا تتغير، وإنما يتغير سعر التكلفة عليهم، ويصبح البيع إلى المستهلك بسعر أعلى بعد ارتفاع سعر التكلفة.
إذاً أين دور وزارة الاقتصاد؟
رئيس دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد إبراهيم القاضي، قال إن سعر كيلو الدجاج لم يتجاوز حتى الأن السقف الأعلى وهو 15 شيقل وهو المعدل الطبيعي.
وأكد القاضي لـ"الحدث"، أن الوزارة سوف تتدخل وتمنع ارتفاع الأسعار في حال تجاوز سعر كيلو الدجاج المعدل الطبيعي.
ويرى القاضي أن ارتفاع سعر الدجاج في بداية رمضان كان بسبب ارتفاع الطلب، ولكنه ارتفع دون أن يتجاوز الحد الطبيعي.
وبحسب القاضي،فإن المواطنين اندفعوا إلى الأسواق قبل رمضان بشكل غير طبيعي وغير مسبوق وقاموا بشراء الدواجن واللحوم احتياطاً لشهر رمضان، وبالتالي ارتفع السعر مع بداية الشهر.
لكن المسؤول الرسمي، وعد بأن السعر سوف ينخفض مع الأيام القادمة، عندما يعود العرض والطلب إلى المعدل الطبيعي.
وأكد أن المزارع الفلسطينية توفر 1.2 مليون طير أسبوعياً وهي تكفي السوق الفلسطينية، في ظل منع دخول الدجاج من المزارع الإسرائيلية.