الخميس  28 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث| أصيبوا فعادوا فأصيبوا فعادوا ...لماذا؟

2018-05-21 11:05:13 AM
متابعة الحدث| أصيبوا فعادوا فأصيبوا فعادوا ...لماذا؟
أحد المصابين في مسيرة العودة (تصوير: الحدث)

 

الحدث- علاء صبيحات

وسط زحام المشاهد في أحداث غزة ظهر فيديو لمصاب من داخل المستشفى يقسم أن يعود ويجلبه من حضن أمه، للوهلة الأولى لا تفهم لمن يتوعد هذا الشاب العشريني، لكنه لا يقول إلا "علي الطلاق لأجيبو من حضن إمو إللي طخني"، من هو؟ أجاب غاضبا "مين يعني؟ إللي طخني.. لحظات ويبدأ المشهد في الوضوح أكثر، هذا الشاب –بحسب ما يظهر في الفيديو فهو مصاب بكلتا قدميه بالإضافة لتوضيح من مصور المقطع- أصيب في مسيرة العودة الكبرى صباحا وبعد علاجه عاد مرة أخرى وبنفس اليوم للمسيرة وأصيب في قدمه الثانية قائلا للسائل "طخني الصبح طخني".

الشاب حسام خلف الذي لم يترك مسيرة العودة في يوم من الأيام بحسب قوله نقل شهادته لـ"لحدث"،  قائلا إن عددا كبيرا جدا من الذين أصيبوا عادوا مرة أخرى بعد تلقيهم العلاج في ساحات مخيم العودة.

من الحالات بحسب ما ذكر خلف من عادت وبرفقتهم أحد من أسرهم، لمساعدتهم في الهروب إذا ما حصل إطلاق لقنابل الغاز، فهم لم يعودوا قادرين على الحركة بعد إصابتهم الأولى.

صهيب قديح شارك في مسيرات العودة فأصيب للمرة الأولى بالرصاص كما قال لـ"الحدث"، وأخذه الشبان للعلاج وبقي هناك إلى أن انتهى علاجه فعاد لمسيرات مخيم العودة، وخلال تواجده شاهد فتاة أصيبت وسط كمية كبيرة من الغاز المسيل للدموع فدخل لإخراجها، وهناك أصيب مرة أخرى.

وأضاف قديح أن "الرصاصة هذه المرة أدّت لبتر في قدمي وها أنا أتلقى العلاج، ولكنني سأعود إلى المسيرة فور شفائي".

الأمر ليس عنادا كما قال قديح، وإنما إيمان بعدالة القضية، فأنا أعلم تماما أن قضيتي التي أدافع عنها عادلة، وإذا قتلت ففداء للأقصى والعودة.

الفتاة إسلام أبو دقة أصيبت عشرات المرات بقنابل الغاز، لكنها الآن في المستشفى لأنها أصيبت بعيار ناري متفجر أدّى لسبعة كسور في رجلي بالإضافة لإصابة في الأعصاب بحسب ما قال للحدث.

عدد سنيّها 24 لكنها ستعود مرة أخرى كما قال لـ"الحدث"، فهي بحسب تعبيرها لن ترتاح.

الشاهد حسام خلف نقل عن عدد لا بأس به من الحالات التي التقى بها إنهم بعودتهم لمخيم العودة لهم هدف واضح واحد، هو أن يبلغوا مطلق الرصاصة عليهم أنهم ليسوا هنا من أجل الإصابة فقط بل إن هدفهم هو الشهادة فداء للقضية الوحيدة وهي العودة واستعادة الأقصى.

فالبوصلة بحسب ما نقل خلف هي للمرة الأولى واضحة وحقيقية عند الشبان، في المقابل ليس لدى الشبان ما يخسرونه فقد خرجوا لهدف ولن يمنعهم من تحقيقه شيء، فما نسبته 90% من الشبان أصيب وعاد للمخيم وأصيب مرة أخرى، والـ10% إما يتعالجون أو أصيبوا إصابات منعتهم تماما من الاعتماد على أنفسهم.