الخميس  28 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الإشاعة.. ومرض الرئيس / بقلم: زياد البرغوثي

2018-05-25 02:10:28 AM
الإشاعة.. ومرض الرئيس / بقلم: زياد البرغوثي
زياد فوزي البرغوثي

 

ما إن ينتشر حرس الرئيس على طول الطريق المؤدي إلى المستشفى الاستشاري في ضاحية الريحان حتى تتلبّد الأجواء بالإشاعات حول صحة الرئيس.. إشاعات متعددة المصادر والأشكال والأقوال، تأتي في معظمها حسب الرغبات والتمنيات.


وفي ظل غياب الرواية الرسمية خرجت بعض التصريحات لمسؤولين سياسيين مغلفة بالدهاء السياسي والتنظيمي، وكأن السيد الرئيس تعرض لإصابة في مباراة كرة قدم وقد تم تشخيص ومعالجة الإصابة في الميدان وسيعود إلى الملعب لقيادة الفريق في التصفيات نحو النهائي.



إن هذه الإشاعات هي حالة فلسطينية رسمية بامتياز، وثقافة نعيشها منذ اتفاق أوسلو بشكل يومي في كل مفاصل الحالة الفلسطينية، ما يتعلق منها بالجانب الداخلي أو العلاقة مع الجانب الإسرائيلي أو العربي والدولي.


إشاعات حول الدولة والحكومة والوزارات، والإنجازات ووهم الانتصارات، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والتنسيق والتعيينات، والميزانيات والعجز في الرواتب وتسديد الالتزامات.

كل ذلك في غياب رواية رسمية، وكأن الشعب مغلوب على أمره ليس له من هذه الدنيا نصيب أو مشاركات.


إن مصارحة الشعب بالحقائق ليست ترفاً أو منحة من قائد أو سلطان، وإنما ركناً أساسيا من حقوق الإنسان، فكيف إذا كان هذا الشعب يدفع من دمه وروحه وقوت يومه ثمناً لتحرر الأوطان؟

إن صحة الرئيس في هذه المرحلة هي انعكاس للحالة العامة الفلسطينية، تعاني أعراض الشيخوخة من وحدة وانتكاسات، كما وتعاني من التعب والإرهاق في كثير من الحالات.

إن مرض الرئيس هو مرض الحالة الفلسطينية، لا يخضع لحسابات عائلية أو تنظيمية.. ولأننا والرئيس في مركب واحد، أعياه تلاطم الأمواج وضياع القدس ونقل السفارات.. مركب متصدع لا نملك فيه طوق نجاة، فإن الشعب أولى من كل القيادات، أن يكون على علم بحقيقة الأمور ولو لمرة واحدة بعيداً عن الحسابات والإشاعات.