الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الخنازير تُهاجم … والعصافير تُقاوم … للشاعر الراحل: مُعين بسيسو

2018-05-25 01:44:09 PM
الخنازير تُهاجم … والعصافير تُقاوم …
للشاعر الراحل: مُعين بسيسو

ما لذي يكتبهُ الشاعر في الأرضِ الخراب

آه يا عصر الكلاب

كُلما تحبلُ كفي بمناديلِ التُراب

الجواسيس الكبار سلموني للجواسيس الصغار

يا دمي المفتوحُ كالشباكِ في كُل جدار

أيُها الكيسُ من الرملِ حذار

المتاريس التي أحببتَ

صارت مُلصقات.

 

أبعدي عن وجهي الشمعة

ذاب الشمعُ غطاني

وما غطى فمي

أبعدي عن وجهي الموجة

ذاب الموج غطاني

وما غطى دمي

آه أعطيني قطرةُ حبر واتركيني

للسكاكين التي تعرفُ عنوانَ عيوني

آه أعطيني قطرةُ حبرٍ واتركيني

للسكاكين التي تعرفُ عنوانَ عيوني

آه أعطيني قطرةُ حبرٍ واقتليني

جبيني أيُها المركبُ ميناؤك ومازال…

أيُها المركب فوق الجفن واقف

أنا ما خبأتُ كفي بين أوراق كتاب

أنا لم أدفن شهيداً في السحاب

وأنا الشاعرُ.. ديواني التُراب

آه لو كُنتم معي

كانت الزهرةُ شقت أضلُعي

وكبُرنا في المتاريس

وصرنا شمعدان السنبلة

وغدونا المرحلة

إنني أعرفُ جُدران العواصم

أيُها العصفورُ في الإصبعِ

يا آخر خاتم

الخنازير تُهاجم

والعصافير تُقاوم.

إتبعيني يا قبور الشهداء

إتبعيني يا قوافي الشُعراء

إتبعيني كالطوابع

إتبعيني كالمطابع

إتبعيني لم أزل أحفُر في كفي الخنادق

إن آلافَ الحرائق

سوف تبني الشمعدان

وسيأتي حاملاً وجهي على كفيه

طفلٌ من بلادي

إنظُري وجه بلادي

إن كفي صار قلبي

وأنا قلبُ الجدار

والجواسيسُ الكبار

سلموني للجواسيسِ الصغار

كُلما أوشكت الكفُ بأن تُصبح منديلَ تُراب

الجواسيس الذئاب

سلموني للجواسيسِ الكلاب

 

ما لذي تفعلُهُ الأرضُ

إذا غابَ المُغني؟

يذهبُ العصفورُ من غُصنٍ لغُصنِ

تاركاً عوداً من القش وتبقى الكلمات

آه يا عصر المتاريسِ

وعصر المُلصقات

 

أيُها الآتي من الشمعةِ

ذاب الشمعُ لم يُغلق فمي

أيُها اآتي من الموجةِ

ذاب الموجُ لم يُغلق دمي

جسدي أصبحَ شمعة

صارت النجمةُ فوق الخد دمعة

حجٌ يحبل يُعطيني جدار

أيُها الدارُ.. ولا دارٌ

سوى النافذةِ الحُبلى بمتراسٍ جديد

وأنا الجرحُ الوحيد،

آه أعطيني قافية القتلى

بآلاف القصائد

وخُذي كُل الجرائد

الجواسيسُ يبيعون حذاءَ المرحلة

من تُرى يمشي ويستقبلُ وجه المقصلة

من تُرى يرفعُ أمواج البحار المُقبلة؟