الحدث- عصمت منصور
تحليل موقع واللا الإخباري الإسرائيلي للجولة الأخيرة من المواجهة:
هدف مسيرات العودة التي تنطلق نحو الحدود بالنسبة لحماس هو حرف الانتقاد عن حماس وخلق مناخ يدفع إسرائيل والسلطة الى التوصل الى تسويات معها ولكن حماس فشلت وفي ذروة الأحداث بالتزامن مع يوم النكبة بدء الوضع الأمني يتدهور وهو ما دفع حماس الى إرخاء قبضتها عن الحدود التي شهدت زرع عبوات وإطلاق نار وطائرات ورقية محترقة تسبب بخسائر كبيرة لإسرائيل.
يوم الأحد الماضي لاحظ الجيش وجود استعدادات لدى خليتين من الجهاد الإسلامي وحماس الى جانب تقديرات وحدة البحث في الجيش قالت ان لدى الجهاد مصلحة في الانتقام لاستشهاد عناصر من التنظيم دفنوا تحت أنقاض النفق نهاية العام الماضي.
يوم الاثنين أطلقت حركة الجهاد نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه سديروت دون ان توقع إصابات ولا رد الجيش عليها سوى بقصف محدد للمدفعية وهو ما اعتبر علامة ضعف وهو ما دفع التنظيم الى إعادة الكرة وإطلاق وابل من القذائف من إنتاج إيران تجاه مستوطنات غلاف غزة والنقب بحجم لم تشهد المستوطنات منذ الحرب الاخيرة عام2014
تعليمات رئيس الاركان كانت تجنيب المواجهة الى ان يتم استكمال بناء الجدار ولكن وبعد تقيم الوضع ومصادقة المستوى السياسي تم استهداف 25 هدفا على امل ان تؤدي الى ضبط الجهاد خاصة ان الضربة كانت محددة ولم توقع شهداء.
احد الاهداف التي تم قصفها كان نفقا بطول 900 متر داخل حدود اسرائيل وهو ايضا ما فسر من قبل الجهاد على انه ضعف اسرائيلي.
حتى هذه اللحظة كان السنوار يرى كيف خطف الجهاد الاضواء بدعم من ايران وهو ما جعله يأمر بالالتحاق بالموجة واطلاق الصواريخ.
الساعة التاسعة مساءا بدأ قادة الجهاد وحماس يتحدثون عن تهدئة وهو ما نفاه مكتب نتنياهو ومصادر عسكرية اخرى مؤكدين ان سلاح الجو سيكمل مهمته حيث قصف ما يقارب الاربعين هدفا من بينها مخازن سلاح ومواقع عسكرية ونقاط حدودية وورش وموقع لتخزين الطائرات بدون طيار.
جيش الاحتلال شدد على ان يكون القصف دقيقا وعدم قتل المقاتلين او المواطنين رغم ان محاولات حماس لم تنجح في ضبط الامور.
الساعة الواحدة ليلا بدأت حماس بنشر قوتها على الحدود وهو ما توافقت معه الجهاد من اجل ضبط الجماعات الصغيرة التي كانت تطلق القذائف والصواريخ وهي العملية التي استمرت حتى الخامسة صباحا.
الفصائل تدرك انه لا يوجد اتفاق وقف إطلاق نار ولكنها تعرف ايضا ان وقف الصواريخ سيعني وقف القصف وهو ما يجعلنا ننتظر حتى الغد من اجل التيقن ان التهدئة نجحت فعلا.
عن ماذا تمخضت هذه المواجهة؟
صحيح ان حماس فرغت ضغطها هو والجهاد الإسلامي وربما أعطيا نموذج لما سيكون عليه الوضع في المرة القادمة وخلقا بعض الردع الا ان مشكلة المجاري لازالت قائمة والكهرباء على حالها والمياه والاقتصاد دون حل.
حماس لا تملك أي انجاز سياسي او اقتصادي وفوق ذلك قتل من بين نشطائها خلال الفترة الأخيرة أكثر من أي وقت مضى وهو ما يجعلنا نعتقد ان الجولة القادمة اتية لا محالة خاصة اذا ما عجزت حماس عن تأمين حالة من الاستقرار.
هذه المرة نجحت الجهاد في الالتفاف على حماس ومفاجئة الجهة الداخلية الإسرائيلية ولكن لنتخيل ماذا سيحدث بعد ان ينتهي النقاش حول الجولة الحالية دون افق سياسي بلا شك ان التوتر سوف يزداد حول القضايا الاخرى وستنتقد حماس لانها قبلا بالتهدئة.
الوصف الافضل لما حدث هو ان الجهاد بادر والجيش رد وبما ان قسم الأبحاث قدر ان الجهاد سينتقم فلماذا لم يكن استعداد في الجبهة الداخلية غير جاهزة؟ ماذا كان سيحدث لو انه اطلق بدل القذائف صواريخ في الفترة التي كان فيها الأطفال في المدارس والروضات؟ الم يكن من المناسب منع الضربة طالما انها متوقعة الى هذه الدرجة.
النقطة الاخيرة والمقلقة بعيدا عن عدد الضربات والاهداف التي قصفت والقادة العسكريين في اسرائيل وتوجهاتهم هي الغيمة القاتمة الآخذة في التضخم فوق القطاع والمتمثلة في الافق السياسي والتحسن الاقتصادي.
دون حدوث تغير في هذا فان الصورة قاتمة حول المستقبل وليس صدفة ان يضع المنسق على طاولة الحكومة مقترحات من اجل تحسين وضع الفلسطينيين وهو ما رفضه المستوى السياسي.
اليومين الأخيرين اثبتا ان الطرفين غير معنيين في المواجهة والتصعيد وهذا ربما يتيح للكابينيت التفرغ والانصات اكثر للوضع المدني والانساني في القطاع من اجل منع الحرب القادمة.