الحدث- محمد بدر
نشرت صحيفة يديعوت العبرية تقريرا تحت عنون " القصة الكاملة" لما جرى بالأمس بخصوص التهدئة في غزة، ورغم أن التقرير يروي تتابع الأحداث هناك، إلا أن كاتبه أشار إلى نقطة مهمة فيه، ألا وهي أنه ليس لإسرائيل حالياً أي بديل عن نظام حماس في قطاع غزة.
وفيما يلي نص التقرير المترجم:
التصريحات التي أطلقتها حماس والجهاد الإسلامي حول التوصل لاتفاق تهدئة غير صحيحية، وكان هدفها خلق انطباع أن تبادل إطلاق النار الليلة الماضية كان نتيجة حالة من الردع المتبادل، هذا الردع الذي اضطر الجيش الإسرائيلي لتغيير نمط نشاطه بعد قصف الفصائل الفلسطينية للنقب الغربي.
ما تحقق في الساعات الأولى من هذا الصباح (أي صباح يوم أمس) هو تفاهم بين حماس والجهاد من جهة والمخابرات المصرية من جهة أخرى. وتعهد الفلسطينيون بوقف إطلاق النار من جانب واحد على أمل أن تتصرف إسرائيل وفقا لمبدأ "الهدوء بالهدوء". إن القصة وراء هذه التفاهمات رائعة وتشرح أحداث ذلك اليوم.
بدأت حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق قذائف الهاون على إسرائيل في الصباح. أما حماس فقد خشيت أن تتعرض هيبتها للنقد، فانضمت إلى إطلاق النار بعد أن هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة.
في فترة ما بعد الظهر، استمر تبادل إطلاق النار، وخفض جيش الاحتلال من قوة رد الفعل، وبناء على مستوى الرد الإسرائيلي المنخفض رأى المصريون أنها فرصة لكي يتم عرض مقترح تهدئة على قيادات حماس والجهاد الإسلامي.
لم يحصل المصريون على موافقة إسرائيل في موضوع التهدئة. والقاهرة لديها مصلحة مزدوجة في منع حدوث تصعيد في قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بمحاربة داعش في سيناء، خاصة وأن حماس كبحت جماح داعش في غزة ومنعتهم من مساعدة أصدقائهم في سيناء، والمصلحة الثانية للمصريين هي إثبات أن لهم نفوذًا في قطاع غزة، وبالتالي اكتساب مكانة في العالم العربي وفي الساحة الدولية.
في إسرائيل، كما ذكر، أبلغوا مصر بأن إسرائيل لن تصل إلى أي اتفاق مع حماس والجهاد الإسلامي طالما أنهم يطلقون النار. فقط إذا تم تحقيق الهدوء فستتوقف إسرائيل عن مهاجمة قطاع غزة، وكان رد الفصائل الفلسطينية على الرد الإسرائيلي لمصر إطلاق عشرات من قذائف الهاون والصواريخ في المساء والليل، وانفجر صاروخ إيراني الصنع في ملعب كرة قدم في نتيفوت، وأصاب صاروخ آخر منزلاً في إشكول.
جيش الاحتلال رد على قذائف الفصائل الأخيرة، برفع مستوى الاستجابة وهاجم عشرات الأهداف في قطاع غزة. والهجوم في الليل، كما كان منتصف اليوم السابق، لم يكن إلا ضد الأهداف العسكرية لحركة حماس والجهاد الإسلامي، وهو بمثابة منح جيش الاحتلال للفصائل إمكانية وقف المواجهة، خاصة وأن دماء لم ترق.
و يعرف جيش الاحتلال جيداً أن حماس والجهاد الإسلامي لديهما ترتيبات منتظمة، فبمجرد بدء إطلاق النار، يقومون بإخراج عناصرهم ومعداتهم من أماكنها تحسبا للقصف. لذلك، أراد الجيش أن يهاجم المنشآت المهمة مع علمه أنها فارغة ولن يكون هناك أي إصابات.
أما إطلاق النار الذي جاء بعد الساعة الواحدة ليلا فكان من الجهاد وبعض المنظمات الصغيرة وبذلت حماس جهودها لمنعها من الاستمرار في إطلاق النار.
وتعتقد القيادة السياسية أنه ليس لديها ما تبحث عنه في قطاع غزة، وبالتأكيد لا تريد السيطرة عليه وتحمل المسؤولية عن مليوني مواطن.
ليس لإسرائيل حالياً أي بديل لنظام حماس في قطاع غزة، لأنه لا يوجد من يتولى السلطة هناك، ومن الممكن أن تتفجر الفوضى في قطاع غزة وتتجه نحو إسرائيل. ولذلك، كان الجيش الإسرائيلي حريصا على عدم استخدام أي قوة مبالغ فيها وعدم السعي لاسقاط حكم حماس.
ويبدو أن ضباط المخابرات المصرية أخبروا محاوريهم من غزة أن إسرائيل لديها سياسة دائمة تفيد بأنه إذا لم يطلق الفلسطينيون النار ولا يحاولون اختراق حدود إسرائيل، فإن إسرائيل لن تبدأ بالمواجهة بالنار.